فارما 5 تكشف عن أول دواء مغربي يعتمد على القنب الهندي لعلاج الصرع

أعلنت شركة فارما 5، الرائدة في صناعة الأدوية بالمغرب، عن إنجاز علمي جديد يتمثل في تطوير أول دواء مغربي يعتمد على القنب الهندي، مخصص لعلاج مرضى الصرع. يأتي هذا الابتكار ليشكل خطوة غير مسبوقة في قطاع التكنولوجيا الحيوية بالمملكة، حيث يستهدف الدواء الجديد، الذي يحمل اسمًا مؤقتًا “Cannabidiol Pharma 5 100mg”، تقديم حل فعّال لحوالي 400 ألف مريض مغربي يعانون من الصرع، وهي الفئة التي غالبًا ما تجد نفسها في مواجهة مع تكاليف علاجية مرتفعة، وأحيانًا خيارات دوائية محدودة.

المنتج الجديد، المقدم على شكل محلول فموي، يعتبر معادلاً دوائيًا لدواء Epidiolex الدولي، وقد تم إنتاجه باستخدام تقنيات “الهندسة العكسية” بما يراعي المتطلبات الصارمة للمعايير الأوروبية والأمريكية. وتعكس هذه الخطوة التزام مختبر فارما 5 بالابتكار العلمي، وسعيه لتطوير منتجات محلية بمواصفات عالمية، تسهم في تعزيز السيادة الوطنية في مجال الصحة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

عملية تطوير هذا الدواء اعتمدت على اختيار دقيق لنوع محدد من القنب الهندي، يتميز بملاءمته للمعايير الدولية المستخدمة في صناعة الأدوية. ولم تقتصر الجهود على الجانب التصنيعي فقط، بل حرصت الشركة على بناء نموذج شامل يتضمن إشراك مزارعي منطقة الريف، حيث يُعرف القنب الهندي بكونه محصولاً زراعياً رئيسياً. وبهذا، ساهم المشروع في تعزيز التعاون بين القطاعين الزراعي والصيدلاني، ما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

من المرتقب أن يتم إطلاق المنتج رسميًا في السوق خلال النصف الأول من عام 2025، بالتزامن مع بدء سلسلة من الدراسات السريرية لاستكشاف إمكانيات علاجية أخرى للقنب الهندي. وتهدف هذه الدراسات إلى توسيع نطاق الاستخدام الطبي لهذه النبتة في علاج أمراض مختلفة، بما يعزز مكانة المغرب كمركز للابتكار في قطاع التكنولوجيا الحيوية.

إلى جانب السوق المحلية، تخطط فارما 5 لطرح الدواء في الأسواق العالمية، ما يمثل فرصة لتسويق الابتكار المغربي في المجال الطبي على نطاق أوسع. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الشركة لتوسيع حضورها الدولي، معتمدة على جودة المنتج المطابق للمعايير العالمية.

بهذا الإنجاز، يخطو المغرب نحو وضع نفسه كلاعب رئيسي في صناعة الأدوية المعتمدة على التكنولوجيا الحيوية. ومن خلال هذا المشروع الطموح، تُبرز فارما 5 قدرتها على الدمج بين الابتكار العلمي والتنمية الاقتصادية، في سبيل تحقيق إنجازات طبية ذات أبعاد عالمية.