النسخة الثالثة من CoDays: الابتكار في خدمة مرضى السرطان لتحسين جودة الرعاية الصحية
Heure du journal
انعقدت النسخة الثالثة من الأيام المشتركة CoDays يومي 22 و23 نوفمبر 2024 بمدينة الرباط تحت شعار “المريض في صلب الابتكار”، بحضور مختصين وخبراء لمناقشة موضوع الابتكار في رعاية مرضى السرطان. الحدث نظمته مصحة “16 نونبر” للأونكولوجيا التي تسعى لأن تكون منصة لتعزيز مكانة المريض كفاعل رئيسي في رحلة العلاج عبر تحسين جودة الرعاية الصحية ودعم الحلول المبتكرة.
جاءت هذه الدورة بتعاون مع مجموعة من الشركاء المحليين والدوليين، حيث تبادل المشاركون الأفكار والرؤى حول ضرورة التفكير في نماذج رعاية صحية تستند إلى الابتكار، بما يشمل الأساليب العلاجية الموجهة خصيصاً لكل حالة مرضية. افتتح الدكتور منير يشوخي، مدير المصحة، أشغال هذا اللقاء بتأكيده على أهمية تعزيز التعاون بين الخبراء من المغرب وخارجه، مشيراً إلى أن الابتكار يجب أن يركز على احتياجات المريض النفسية والاجتماعية جنباً إلى جنب مع الجوانب الطبية.
خلال الجلسات، استعرض الدكتور يشوخي مجموعة من الحلول التي تعتمد على أساليب علاجية متطورة باستخدام تقنيات متقدمة. كما أبرز أهمية إدماج المرضى في عملية اتخاذ القرارات العلاجية، ما يعزز من فعالية العلاجات ويضمن تحسين تجربة المريض العلاجية. شارك في النقاش الدكتور فليوريان سكوتي، رئيس الجمعية الدولية لرعاية مرضى السرطان، الذي أكد أن الابتكار لا يتوقف عند حدود توفير الأدوية والعلاجات الجديدة، بل يشمل استخدام وسائل رقمية مبتكرة تتيح تحسين سبل التشخيص وتوفير الرعاية بطريقة شاملة.
من جهتها، تطرقت الدكتورة فاطمة بن عبيد، المختصة في علاج الأورام، إلى أهمية توجيه الجهود نحو فهم احتياجات المريض بشكل أعمق، مع ضمان دعم الاستجابة لتلك الاحتياجات من خلال العناية بالجانب النفسي والاجتماعي. أكدت أن الابتكار في هذا السياق ليس فقط علاجاً بل نموذجاً متكاملاً يضع المريض في قلب أي استراتيجية صحية.
من جهة أخرى، ساهم البروفيسور هوب ووجو، القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، في النقاش عبر استعراض تجارب دولية تسلط الضوء على إمكانيات التكامل بين الابتكار العلمي والتقني لتقديم حلول عملية تناسب مختلف التحديات التي تواجه مرضى السرطان. وشدد على أهمية التعاون الدولي في مشاركة الخبرات وتعزيز القدرات لمواجهة المرض.
تميزت الدورة أيضاً بمشاركة خبراء مغاربة من مختلف مناطق المملكة، حيث عرضوا مقترحات مستندة إلى التجارب المحلية للرعاية الصحية. وشدد المشاركون على ضرورة أن تكون الابتكارات صحية واجتماعية شاملة، تتخطى مجرد العلاج إلى تحسين جودة حياة المرضى. وأجمعوا على أن الجهود المبذولة حالياً في القطاع الصحي بالمغرب تحتاج إلى مزيد من التنسيق ودعم مبادرات مبتكرة تستند إلى أولويات وطنية ودولية.
تخللت الدورة جلسات متخصصة حول تقنيات العلاج المناعي والرعاية الموجهة، مع إبراز أهمية إدماج العلاجات المستدامة. واختتم الحدث بتوصيات دعت إلى تكثيف العمل المشترك بين الباحثين والمؤسسات الصحية من أجل إحداث نقلة نوعية في تحسين الخدمات الصحية ورعاية مرضى السرطان، مؤكدين أن المريض يظل دائماً المحور الأساسي لأي عملية تطوير في القطاع الصحي.