السلطات الصينية تخرج عن صمتها: فيروس HMPV ليس جديداً ولا يشكل تهديداً خطيراً

Heure du journal

شهدت الصين مؤخراً جدلاً واسعاً حول انتشار فيروس جديد، إلا أن السلطات الصينية نفت صحة هذه الأخبار، مؤكدة أن فيروس الالتهاب الرئوي البشري الميتابنيوموفيروس (HMPV) الذي سجل ارتفاعاً في الحالات خلال الأسابيع الأخيرة ليس فيروسا جديدا، بل هو مرض تنفسي معروف منذ أكثر من ستة عقود.

التلفزيون الصيني الرسمي أوضح أن البلاد شهدت زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بفيروس HMPV منذ منتصف شهر دجنبر 2024، مما أثار مخاوف واسعة حول ظهور فيروس جديد. غير أن مسؤولي الصحة والخبراء الطبيين أكدوا أن هذا الفيروس معروف وتم تحديده لأول مرة من قبل العلماء في بداية القرن الحادي والعشرين، مشيرين إلى أن معدل نموه البطيء وأعراضه غير المحددة جعلت تشخيصه يتطلب وقتاً أطول.

ووفقاً للخبراء، فإن فيروس HMPV لا يشكل تهديداً جديداً، حيث إنه مرض شائع ينتقل عبر العالم، ويتسبب غالباً في أعراض تنفسية خفيفة إلى متوسطة. وتشمل هذه الأعراض السعال، سيلان الأنف، والحمى. وأشاروا إلى أن الأعراض عادة ما تتراجع تدريجياً في غضون أسبوع لدى معظم المصابين، باستثناء بعض الحالات التي قد تتطور إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، لا سيما لدى الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

رئيسة قسم أمراض التنفس في مستشفى الأطفال بجامعة تشجيانغ الطبية، تانغ لانفانغ، أوضحت أن عددًا قليلاً من الأطفال قد يصابون بالتهاب رئوي خطير جراء الفيروس. وشددت على ضرورة مراقبة الأعراض بدقة، لا سيما الحمى المستمرة العالية، الخمول، تفاقم السعال، وضيق التنفس، داعية إلى التوجه الفوري لتلقي الرعاية الطبية في مثل هذه الحالات.

وأشارت السلطات الصحية إلى أنه لا يوجد علاج مضاد للفيروسات أو لقاح محدد لهذا الفيروس. وأوصى الخبراء بالرعاية الداعمة التي تشمل الراحة، النظام الغذائي الخفيف، ارتداء الملابس المناسبة، والالتزام بالتدابير الوقائية. كما دعوا إلى اتباع إجراءات الوقاية الشخصية، مثل ارتداء الكمامات، غسل اليدين بشكل منتظم، تحسين التهوية في الأماكن المغلقة، وتجنب الأماكن المزدحمة.

هذا التوضيح جاء في وقت يواصل فيه العالم مواجهة تحديات الأمراض التنفسية الموسمية، مما يؤكد أهمية الاستجابة السريعة للمخاوف الصحية وضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية للحفاظ على الصحة العامة.