ثقافة وفنمجتمع

موسم مولاي عبد الله أمغار 2024: أرقام قياسية وسط تحديات بنية تحتية ونقص في السلامة الصحية

يعد موسم مولاي عبد الله أمغار من أهم التظاهرات الدينية والثقافية في المغرب، حيث يُنظم منذ مئات السنين برباط تيط، وهو اليوم يُعرف بمركز مولاي عبد الله. يشكل الموسم مناسبة للاحتفاء بالتراث الديني والفلكلوري، ويتم تنظيمه سنوياً من قبل الجماعة الترابية لمولاي عبد الله أمغار، حيث امتد هذا العام من 9 إلى 19 أغسطس، بزيادة يومين عن الأعوام السابقة.

الموسم يتميز بعروض الفروسية التقليدية أو “التبوريدة”، وهي إحدى أبرز مظاهر الاحتفال، حيث شهد هذا العام مشاركة 123 سربة تضم 2126 فارسا وفارسة. ومع ذلك، يواجه زوار الموسم صعوبات في الوصول إلى المحرك الرئيسي لعروض التبوريدة بسبب الازدحام وقلة المداخل، مما يؤثر على تجربة المشاهدة. كما تعاني سربات الفروسية من صعوبة الوصول إلى المحرك، حيث لا يوجد ممر مخصص لها.

من بين الشخصيات البارزة في الموسم، “أبا تهامي” المعروف بـ”مول القلة”، والذي يعتبر أيقونة ثقافية داخل محارك التبوريدة. هذا الرجل الستيني يجسد دوراً فريداً في إضفاء جو من المتعة داخل المحرك، حيث يعبر عن إعجابه بالطلقات المتقنة عن طريق كسر الجرار الطينية، مما يثير الفرح بين الحاضرين.

فن “الحلقة” يُعتبر أيضاً جزءاً أساسياً من الموسم، حيث يجذب عدداً كبيراً من الزوار. ومع ذلك، يواجه هذا الفن تحديات كبيرة بسبب عدم تخصيص مكان وزمان مناسبين للحكواتيين، الذين يضطرون للتنافس على أماكن العرض بعد انتهاء فعاليات التبوريدة.

البنية التحتية للموسم تعاني من مشاكل كبيرة، أبرزها ضعف تصريف المياه العادمة، مما أدى إلى فيضان في بعض المقاهي وتسبب في خسائر لأصحابها. هذه المشاكل أثارت استياء الزوار، خاصة مع قلة المرافق الصحية الملائمة.

من ناحية أخرى، تفتقد بعض الأطعمة والمشروبات التي تُقدم في الموسم لشروط السلامة الصحية، حيث ضبطت اللجان المسؤولة كميات من اللحوم الفاسدة وعصائر غير مطابقة للمعايير الصحية، مما أثار قلق الزوار.

رغم هذه الإكراهات، حقق الموسم أرقاماً قياسية هذا العام، حيث شيد الزوار أكثر من 25 ألف خيمة، وبلغ عددهم نحو 4 ملايين زائر. كما حقق الموسم رواجاً اقتصادياً قدر بنحو 100 مليار سنتيم. هذه الأرقام تُبرز أهمية الموسم على المستوى الاقتصادي، لكنها تعكس أيضاً الحاجة إلى تدخل حكومي أكبر لدعم تنظيمه وتحسين الظروف لضمان تجربة أفضل للزوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى