
منبر العلم أم منصة للشيخات؟ الجامعة المغربية بين الرسالة الأكاديمية والبهرجة الشعبية
Heure du journal - خالد وجنا
انحدار هيبة الجامعة المغربية وسط زحف الترفيه العشوائي
أزمة الهوية الجامعية
الجامعة المغربية كانت دائمًا منارة للعلم والتفكير النقدي. لكن اليوم، في بعض الكليات، بدأنا نلاحظ تراجعًا في مكانتها العلمية. أصبحنا نسمع عن فعاليات ترفيهية مثل حفلات “الشيخات” والعروض الراقصة داخل أسوار الجامعة. هذه الظاهرة لم تعد نادرة، بل صارت شبه طبيعية في بعض الجامعات، بسبب تجاهل أو موافقة بعض الإدارات.
الفرجة التي طغت على العلم… لماذا؟
تعود المشكلة لعدة أسباب واضحة:
-
غياب رؤية تربوية واضحة من بعض إدارات الجامعات، التي تشجع فعاليات طلابية بلا إطار أكاديمي.
-
تسويق الانفتاح بشكل مبالغ فيه على حساب تعزيز جودة التعليم.
-
ضعف مشاركة الطلاب في اتخاذ القرارات، مما يحول الجامعة لمساحة للترفيه بدل البحث والنقاش العلمي.
في المقابل، يحتاج الطلاب إلى بيئة تشجع البحث والتفكير، لا إلى مكان للترفيه والتسلية العشوائية.
أين دور المسؤولين والأساتذة؟
من المؤسف أن هذه الفعاليات تنظم أحيانًا دون أي تدخل من الجهات المسؤولة. صمت الإدارات يعزز الانزلاق، وغياب الرقابة يسمح للعشوائية بالانتشار. كذلك، دور الأستاذ الجامعي انخفض، وأصبح مجرد مراقب غير فاعل في تأطير الطلبة.
الطالب يحتاج قدوة تزرع فيه الالتزام الأكاديمي، لكن الواقع يعكس صورة جامعات بلا قوانين، تتحول إلى سوق فعاليات ترفيهية فقط.

تأثير الانزلاق على الجامعة
إذا استمر هذا الوضع:
-
ستفقد الجامعة هويتها العلمية ورسالتها الوطنية.
-
سينخفض الأداء البحثي وتضعف روح الابتكار.
-
تنتشر ثقافة الترفيه المفرط، ويصبح الطالب مجرد مستهلك يبحث عن التسلية فقط.
حلول لإنقاذ مكانة الجامعة
لابد من اتخاذ خطوات واضحة، منها:
-
وضع ضوابط صارمة للأنشطة الترفيهية، مع تحديد أوقات مناسبة.
-
تعزيز دور الأساتذة في تنظيم وتأطير الأنشطة.
-
إشراك الطلاب في تنظيم الفعاليات بما يخدم الأهداف العلمية والتربوية.
-
تشجيع الفعاليات العلمية والثقافية، مثل المؤتمرات وورش العمل.
-
إطلاق حملات توعية داخل الجامعات تبرز أهمية الاحترام والانضباط.
الجامعة ليست نادٍ… بل مصنع للعلم والقيادات
الجامعة المغربية بحاجة اليوم لإعادة ترتيب أولوياتها. من يرحب بالعشوائية باسم “الانفتاح” يساهم في تهميش رسالة التعليم العالي. التصدي لهذه الظاهرة مسؤولية الجميع: وزارة التعليم العالي، الإدارات، الأساتذة، والطلاب. فقط بالعمل الجماعي يمكننا إعادة هيبة الجامعة وتمكينها من أداء دورها الوطني.



