محمد بنشعبون على رأس اتصالات المغرب: بداية مرحلة جديدة في قطاع الاتصالات المغربي
Heure du journal
محمد بنشعبون، الاقتصادي المخضرم والمسؤول الحكومي السابق، يتولى رسميًا رئاسة مجلس إدارة شركة اتصالات المغرب، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لإحداث قطيعة مع أسلوب الإدارة السابق الذي اتسم بترسيخ هيمنة الشركة على سوق الاتصالات المغربي. تعيينه في هذا المنصب الحساس يفتح الباب أمام مرحلة جديدة، تُطرح فيها تساؤلات حول توجهات الشركة المستقبلية في ظل منافسة متزايدة وتحديات رقمية متسارعة.
بنشعبون، الذي يبلغ من العمر 63 عامًا، يأتي إلى هذا المنصب بعد تجربة غنية في قطاعي المال والاتصالات، حيث شغل منصب المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، وسبق أن قاد وزارة الاقتصاد والمالية بين 2018 و2021، إضافة إلى توليه منصب الرئيس المدير العام للبنك المركزي الشعبي لعدة سنوات. هذه الخلفية تجعل منه شخصية محورية قادرة على إحداث تغيير في توجهات اتصالات المغرب، التي تعرضت خلال السنوات الماضية لانتقادات عديدة بسبب سياساتها الاحتكارية ومحدودية جودة خدماتها مقارنة بالمنافسين.
من بين أبرز المحطات في مسيرة بنشعبون، قيادته للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بين 2003 و2008، وهي المؤسسة المسؤولة عن تنظيم قطاع الاتصالات في المغرب. خلال تلك الفترة، شهد السوق المغربي تحولات مهمة، تمثلت في توسيع نطاق الخدمات وإدخال إصلاحات لتعزيز التنافسية. هذه التجربة تمنحه فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجه اتصالات المغرب اليوم، خاصة مع تزايد الضغوط من الفاعلين الآخرين في السوق والمطالبات المتزايدة بتحسين جودة الخدمة وتخفيض الأسعار.
الرهان الأكبر لبنشعبون في منصبه الجديد هو إعادة التوازن إلى سوق الاتصالات في المغرب، من خلال تعزيز المنافسة والابتكار الرقمي. فمن جهة، عليه تحقيق أرباح مستدامة للشركة التي تعد ثاني أكبر رأسمال مدرج في بورصة الدار البيضاء، ومن جهة أخرى، يتوجب عليه الاستجابة لمطالب الحكومة والهيئات التنظيمية بتحقيق بيئة تنافسية أكثر عدالة. تحت قيادة عبد السلام أحيزون