مالاوي تجدد دعمها الكامل للوحدة الترابية للمغرب

Heure du journal - خالد وجنا

في خطوة جديدة تدعم الموقف المغربي في قضية الصحراء، أعلنت جمهورية مالاوي تأكيد دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة المغربية ولسيادتها الكاملة على كافة أراضيها، بما في ذلك منطقة الصحراء المغربية. هذا التأكيد جاء خلال لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته المالاوية نانسي تيمبو، بالعاصمة الرباط. وتم إصدار بيان مشترك يعبر عن هذا الموقف، مما يعزز موقف المغرب على الساحة الدولية، وخاصة في القارة الإفريقية.

 

البيان الذي صدر عقب المباحثات، أكد على التزام مالاوي بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل واقعي وعادل للنزاع حول الصحراء. ووصفت الوزيرة المالاوية هذه المبادرة بأنها الحل الوحيد الجدي وذي المصداقية القادر على إنهاء هذا النزاع الإقليمي بشكل دائم ومستدام. كما أشادت بالدور القيادي الذي يلعبه الملك محمد السادس في تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة، ودعت المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم هذا الحل الذي يحظى بتوافق واسع.

 

هذا الإعلان من جمهورية مالاوي يعكس التحولات العميقة التي تشهدها مواقف العديد من الدول الإفريقية تجاه قضية الصحراء المغربية. فبعد سنوات من التأثيرات الإيديولوجية التي أثرت على مواقف بعض الدول خلال فترة الحرب الباردة، أصبحت العديد من الدول الإفريقية تتبنى مقاربة أكثر براغماتية تستند إلى الحقائق التاريخية والواقعية.

 

الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، عملت بجد على تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، مستفيدة من الروابط التاريخية والاقتصادية والثقافية التي تجمع المغرب بالقارة. وقد تكللت هذه الجهود بتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية والشراكات الاقتصادية التي شملت قطاعات مثل الطاقة، البنية التحتية، التعليم، والصحة. هذه السياسة ساهمت في تعزيز مكانة المغرب كشريك موثوق به وقوة إقليمية فاعلة في القارة.

 

من جهة أخرى، أشار البيان المشترك إلى أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة كإطار حصري لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء. وأكدت مالاوي دعمها الكامل للجهود الأممية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي تدعو إلى إيجاد حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف. وتبرز هذه التصريحات التزام المجتمع الدولي بدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وهو ما يعزز الموقف المغربي الذي يستند إلى الشرعية الدولية.

 

الدعم المالاوي يأتي في سياق سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي أظهرت تزايد العزلة التي يعاني منها الكيان الانفصالي “البوليساريو”. فعلى مدار السنوات الأخيرة، سحبت العديد من الدول اعترافها بالجمهورية الوهمية، وأعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ويأتي هذا التحول نتيجة للجهود المغربية التي تركز على الحوار وتعزيز التعاون الاقتصادي كوسيلة لتوطيد العلاقات مع الدول الإفريقية.

 

فتح العديد من القنصليات في مدينتي العيون والداخلة يعكس هذا التحول الإيجابي. فقد أصبحت هاتان المدينتان رمزاً للدعم الدولي لمغربية الصحراء، مع قيام دول إفريقية وعربية وحتى من خارج القارة بافتتاح تمثيليات دبلوماسية فيهما. هذه الخطوات ليست مجرد إعلانات رمزية، بل تعكس اعترافاً عملياً بمغربية الصحراء، وتؤكد أن هذا النزاع المفتعل قد فقد بريقه على الساحة الدولية.

 

تصريحات وزيرة الخارجية المالاوية تأتي لتؤكد أن رؤية المغرب بشأن الصحراء أصبحت تحظى بتأييد دولي متزايد، وأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل الخيار الوحيد الواقعي القادر على تحقيق الاستقرار في المنطقة. كما تعزز هذه الخطوة مكانة المغرب داخل الاتحاد الإفريقي، حيث باتت دول عديدة تعبر عن دعمها الصريح لمغربية الصحراء، مما يضعف موقف الكيان الانفصالي داخل المنظمة القارية.

 

من الواضح أن الدبلوماسية المغربية تحقق نجاحات كبيرة في الدفاع عن القضايا الوطنية، وهو ما تجلى في تزايد التأييد لمبادرة الحكم الذاتي وفي تقليص التأثيرات السلبية التي كانت تمارسها الأطراف المناوئة للوحدة الترابية. هذا النجاح لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج عمل دؤوب يركز على الحوار والشراكات الاقتصادية والتنموية التي تعود بالنفع على الدول الإفريقية، ما يجعلها أكثر تقبلاً لرؤية المغرب لحل النزاع.

 

الدعم المعلن من مالاوي ليس فقط انتصاراً للدبلوماسية المغربية، ولكنه يعكس أيضاً تغيراً في الخطاب الإقليمي والدولي تجاه قضية الصحراء. في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبرى، أصبحت الحلول الواقعية مثل مبادرة الحكم الذاتي نموذجاً يُحتذى به لحل النزاعات الإقليمية بطرق سلمية ومستدامة.