علماء ومفكرون مغاربة يُحرّمون شرعًا رسو سفن أمريكية محمّلة بعتاد حربي موجه للكيان الصهيوني في ميناء طنجة

Heure du journal - خالد وجنا

في بيان شرعي وقع عليه عشرات العلماء والأساتذة والباحثين والمفكرين والدعاة المغاربة، عبّر الموقعون عن رفضهم الشديد لما راج عن سماح السلطات المغربية برسو سفن عسكرية أمريكية في ميناء طنجة، محمّلة بعتاد عسكري موجه إلى الكيان الصهيوني الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة. البيان صدر يوم السبت 12 أبريل 2025 الموافق لـ13 شوال 1446، وهو يؤكد على أن تسهيل مرور هذا النوع من السفن يُعدّ محرّما شرعا، ومخالفة صريحة لأحكام الدين، وخيانة لمواقف الأمة الشعبية الرافضة للتطبيع، وتواطؤا مع آلة القتل الصهيونية، بل ومشاركة في العدوان على الأبرياء.

استند البيان إلى عدد من النصوص الشرعية من القرآن الكريم والحديث النبوي، تؤكد جميعها على تحريم إعانة الظالم، ووجوب نصرة المظلوم، وعدم الركون إلى المعتدين، مع توضيح أن هذا النوع من التعاون العسكري، ولو بشكل غير مباشر، يعدّ مشاركة عملية في الظلم. كما نبّه العلماء إلى خطورة التساهل مع العدو في وقتٍ تمارس فيه قوات الاحتلال جرائم ضد المدنيين في غزة، بينما امتنعت دول أوروبية عن استقبال السفن ذاتها لما فيها من مخالفة للقيم والمواثيق الدولية والإنسانية.

الموقعون طالبوا بوقف فوري لأي تعاون عسكري أو لوجستي مع الولايات المتحدة الأمريكية إذا ثبت أنه يساهم في تقوية الكيان الصهيوني أو تمكينه من الاستمرار في عدوانه، كما دعوا جميع العلماء والمفكرين إلى اتخاذ موقف شرعي واضح من هذه النازلة، وأكدوا أن الصمت في مثل هذه القضايا يُعدّ تخليا عن مسؤولية البيان، وأنه لا يجوز الحياد في ما يتعلق بالعدوان على بلاد المسلمين.

البيان ختم بدعوة إلى وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة معه، وسَنّ قانون يجرّم التطبيع بشكل صريح، مع مطالبة ممثلي الأمة والهيئات المدنية بالتحرك العاجل لمنع مثل هذه الكوارث الأخلاقية والسياسية التي تسيء إلى صورة المغرب ومكانته بين شعوب الأمة. وجاءت لائحة الموقعين لتضم أسماء بارزة في مجالات الفكر والدين والبحث العلمي من مختلف الجامعات والمؤسسات المغربية، وهو ما يُعطي لهذا البيان صدى خاصا في الساحة الدينية والثقافية والسياسية.