شهدت جماعة أولاد عزوز بإقليم النواصر، صباح اليوم الأحد 6 يوليوز، فاجعة أليمة راح ضحيتها طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر سنة، بعدما سقط داخل حوض مائي مخصص لتجميع وتصفية مياه الأمطار، والمقام في محيط المنطقة الصناعية بالمنطقة ذاتها.
وتفيد المعطيات الأولية، أن الضحية كان بصحبة والدته في نزهة غير بعيدة عن موقع الحادث، قبل أن يلفت انتباهه طيران حمامة بالقرب من الحوض، فشرع في مطاردتها بدافع طفولي بريء، دون أن ينتبه إلى خطورة المكان. وبحسب ما أفاد به شهود عيان، فقد تقدم الطفل نحو الحوض معتقدًا أن أرضيته جافة، ليجد نفسه ينزلق فجأة ويسقط في عمق المياه الراكدة، دون أن يتمكن من الخروج بسبب غياب وسائل الوقاية أو الحماية المحيطة بالمكان.
فور إخطارها بالحادث، هرعت فرق الوقاية المدنية إلى عين المكان، مرفوقة بعناصر السلطات المحلية، حيث تم الشروع في عمليات البحث والإنقاذ في ظروف صعبة بالنظر إلى عمق الحوض وطبيعة المياه بداخله. وبعد محاولات دامت لوقت غير قصير، جرى انتشال جثة الطفل الذي فارق الحياة غرقًا، وسط مشاهد مؤثرة من الحزن والأسى.
وقد تم نقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي تحت إشراف النيابة العامة، التي فتحت بدورها تحقيقًا عاجلًا لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث المفجع، ومعرفة مدى توفر شروط السلامة في هذا المرفق الذي كان من المفترض أن يؤمن المنطقة من أخطار الفيضانات، لا أن يتحول إلى مصدر تهديد لأرواح الساكنة، خصوصا الأطفال.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة الأسئلة الحارقة حول جدية التدابير الاحترازية في مثل هذه المنشآت، ومدى حرص الجهات المسؤولة على تأمين محيطها، لتفادي تكرار مآسي مشابهة سبق أن سجلت في مناطق أخرى، حيث تحول الإهمال إلى قاتل صامت لا يرحم.
