شاحنة محملة بالكوكايين تستنفر الأمن داخل سوق الجملة بالدار البيضاء
شهد سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة الدار البيضاء في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق، بعدما تم رصد كمية من مخدر الكوكايين داخل شاحنة أثناء محاولتها ولوج السوق. وحسب المعطيات الأولية، فإن الشاحنة كانت قادمة من إحدى الدول الأوروبية، ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مسارها والغاية من دخولها إلى هذا المرفق التجاري الحيوي في العاصمة الاقتصادية.
وقد استدعت الواقعة تدخل مختلف الأجهزة الأمنية، التي حلت بسرعة بعين المكان مدعومة بعناصر الشرطة السينو تقنية والكلاب المدربة، لتطويق الوضع والبدء في تحريات دقيقة حول مصدر الشحنة وظروف تهريبها. وأفادت مصادر مطلعة أن عناصر الأمن قامت بعملية تفتيش دقيقة للشاحنة التي أثارت الشكوك، ليتم العثور على الكمية المذكورة من المخدرات الصلبة، مما يؤكد فرضية محاولة تمرير هذه السموم وسط السلع القادمة إلى السوق.
الحادث خلق حالة من الذهول والصدمة في صفوف العاملين والمرتفقين بالسوق، حيث لم يسبق أن شهد هذا الفضاء نشاطا إجراميا من هذا النوع، خصوصا وأنه يشكل نقطة ارتكاز للتزود بالخضر والفواكه في الدار البيضاء والمناطق المجاورة. ولا تزال التحقيقات جارية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث من المنتظر أن تكشف الأيام القليلة المقبلة عن تفاصيل إضافية، سواء بخصوص الشبكة المتورطة أو الطريقة التي تم بها تهريب الكمية المحجوزة.
المصالح الأمنية تواصل تحرياتها من أجل تحديد هوية الأشخاص المتورطين في هذه العملية الخطيرة، وكشف ملابسات هذه المحاولة الجريئة لتهريب المخدرات في واضحة النهار إلى داخل سوق يخضع لمراقبة شبه دائمة. وتأتي هذه الواقعة لتؤكد من جديد التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات الأمنية في مكافحة التهريب الدولي للمخدرات، وضرورة تشديد الرقابة على المداخل الحيوية للمدن الكبرى، سواء كانت تجارية أو لوجستيكية.
