في تطور جديد يعكس اليقظة الدائمة للقوات المسلحة الملكية، نفذت القوات الجوية الملكية المغربية عملية نوعية أسفرت عن إحباط محاولة اقتراب مشبوهة من طرف مجموعة مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو، كانت تتحرك قرب الجدار الأمني المغربي شرق المنطقة العازلة، المحاذية للحدود الجزائرية. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن العملية التي تمت في توقيت دقيق جاءت بعد رصد تحركات غير معتادة في المنطقة، ما استدعى تدخلاً سريعًا وسلسًا من طرف وحدات الاستطلاع والمراقبة الجوية، قبل أن يتم توجيه ضربة مركزة أوقعت ستة قتلى في صفوف المسلحين التابعين للجبهة الانفصالية.
التحرك العسكري للمجموعة المسلحة اعتبره متابعون استفزازًا جديدًا من طرف البوليساريو، يندرج ضمن سلسلة من المناوشات التي دأبت الجبهة على تنفيذها قرب الجدار الأمني، في محاولة لتوتير الأوضاع في المنطقة التي تخضع لمراقبة دقيقة من طرف الجيش المغربي. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن الجيش تعامل مع الحادث وفقًا للبروتوكولات الأمنية والعسكرية المعتمدة، دون أي تصعيد ميداني خارج نطاق الرد المشروع.
وتأتي هذه العملية في سياق دقيق يتسم بتصاعد التوترات في محيط الصحراء المغربية، خاصة في ظل ما تعتبره المملكة المغربية محاولات متكررة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستفزاز وحدات الجيش المنتشرة على طول الجدار الأمني. ورغم الهدوء النسبي الذي تشهده بعض المناطق، فإن القوات المسلحة الملكية تواصل تمركزها الاستراتيجي ويقظتها الميدانية تحسبًا لأي تهديد أو محاولة لزعزعة الاستقرار.
الواقعة الأخيرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق للقوات المسلحة الملكية أن تصدت لمحاولات مشابهة في فترات سابقة، ما يؤكد جاهزيتها العالية للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة في المنطقة العازلة. كما تعكس هذه العملية التزام المغرب بالدفاع عن وحدته الترابية، ورفضه القاطع لأي محاولة لفرض أمر واقع ميداني من طرف الجماعات المسلحة التابعة للبوليساريو، التي تستمر في تحركاتها رغم الدعوات الدولية للتهدئة والعودة إلى المسار السياسي.
