
سائقو سيارات الأجرة يوفرون النقل المجاني لتلاميذ الباكالوريا دعماً لاجتياز الامتحانات
Heure du journal
في مبادرة لافتة تعكس روح التضامن المجتمعي، انخرط عدد من سائقي سيارات الأجرة في المغرب، لا سيما في مدينتي الدار البيضاء ومراكش، في دعم تلاميذ الباكالوريا عبر توفير خدمة النقل المجاني لهم خلال أيام الامتحانات. هذه الخطوة، التي انطلقت منذ يوم الخميس وتستمر إلى غاية السبت، تأتي بتنظيم من النقابة الوطنية لمهنيي ومهنيات سيارات الأجرة بعمالة الدار البيضاء، التابعة للاتحاد المغربي للشغل.
محمد مرزوك، الكاتب الإقليمي للنقابة، أكد أن هذه المبادرة ليست فقط عملاً خدماتياً، بل تعبير عن قناعة بأن “الطاكسي المغربي مجتمع متنقل” يحمل قيماً إنسانية راسخة. وأوضح أن الهدف يتجاوز مساعدة التلاميذ على الوصول في الوقت المحدد إلى مراكز الامتحانات، ليشمل أيضاً دعمهم نفسياً وتخفيف التوتر عنهم في واحدة من أهم محطات حياتهم الدراسية.
من جانبه، أشار مرزوك إلى أن السائقين المنخرطين في هذه المبادرة يفوق عددهم العشرين في الدار البيضاء والمناطق المجاورة، موضحاً أن الانطباعات التي خلفها هذا العمل كانت إيجابية لدى التلاميذ وأسرهم. كما نوه بأن هذه الخطوة ليست معزولة، إذ دأب المهنيون على تنظيم مبادرات مماثلة طيلة السنة لفائدة المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي مراكش، لاقت المبادرة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد تداول صورة لسائق أجرة يشارك في هذا العمل التطوعي. واعتبر عبد الحق البحري، الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في المدينة الحمراء، أن هذه المبادرة تندرج ضمن سلسلة من الأعمال الاجتماعية التي يقوم بها المهنيون بشكل تطوعي ويومي، في إطار تجسيد البعد الإنساني لمهنتهم.
ورغم الإشادة الواسعة بهذه المبادرة، لم تخلُ التعليقات من انتقادات لبعض الممارسات اليومية المرتبطة بقطاع سيارات الأجرة، حيث اعتبر البعض أن هذه الخطوة قد تكون أيضاً محاولة لتحسين الصورة العامة في ظل التحولات التي يعرفها مجال النقل الحضري، خصوصاً مع صعود تطبيقات النقل الذكي.
وبين مؤيد وناقد، تبقى المبادرة في جوهرها دليلاً ملموساً على أن الحس الإنساني لا يزال حاضراً بقوة في فئات مهنية تعاني بدورها من تحديات اقتصادية واجتماعية، لكنها رغم ذلك، تواصل تقديم الدعم لمن هم في أمس الحاجة إليه، في لحظات فارقة قد تحدد مستقبلهم الدراسي والمهني.