نظم صالون مازغان للثقافة والفن مع مجموعة من الشركاء الفاعلين يوم السبت على الساعة الرابعة مساء، نشاطا ثقافيا بالمكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني، إذ كان للقراء ولشباب الجديدة موعدا مع الروائي والقاص عبد العزيز الراشدي، لمناقشة عمله الأخير الصادر عن منشورات المتوسط، وقد اختار الراشدي أن يسم هذا العمل ب” جراح المدن” الذي خطه بلون أسود مضغوط لعله يتماهى مع التأويل الدلالي الذي يقدم عنه المتلقي، وهو أن هذه الرحلات ستكتسي أبعادا مختلفة وتكرس لثنائية الأنا والآخر ثقافيا، سياسيا …
وقد عمل الكاتب على تذييله بعنوان فرعي جاء على النحو الآتي: ” من درعة إلى شيكاغو”، لكن أقل وضوحا من العنوان الرئيس، فالكاتب بهذا العنوان الفرعي؛ يعلن منذ الوهلة الأولى عن توجيه مسار فعل السرد الذي سينطلق من درعة إلى شيكاغو، مع تأكيده على أن هذا العمل يندرج ضمن أدب الرحلة، حيث عمل على تحديد وكشف جنسه بوضعه في أعلى الغلاف ” رحلات” وبهذا لم يترك الراشدي الفرصة للمتلقي من أجل التساؤل عن جنس أو نوعية هذا العمل.
وزع الراشدي عمله على ثماني رحلات، الرحلة الأولى جاءت بعنوان” رفقة بيكاسو في شيكاغو” والثانية وسمها ب” مرايا الثعبان الحديدي” أما الرحلة الثالثة فحملت عنوان” رحلة إلى مملكة بوهيميا” والرابعة ” بريد تافيلالت” أما الخامسة فضمت ” أيام في أنتويرب” والسادسة جاءت تحت عنوان ” بين تزنيت وإفني: بريد الشاعر المنتحر” ثم في الباب السابع نجد ” القاهرة: “غفوة الصيني” وفي الباب الثامن والأخير يختم فيه الكاتب عمله هذا بعنوان جاء حاملا لمختلف اللحظات التي عاشها الكاتب بالعاصمة المغربية، لهذا اختار له عنوانا مكثفا يتميز بالاقتصاد الدلالي “شجون الرباط”.
جدير بالذكر أن فقرات النشاط الثقافي أسهم في تنشيطها الأستاذ أحمد بلاطي، الذي عمل على خلق جو تفاعلي بينه وبين القاص والروائي عبد العزيز الراشدي عبر توجيه مجموعة من الأسئلة ذات الطابع التثقيفي، التي ناقشها الروائي بإسهاب وتماهي، حيث عمل على تقريب جوهر عمله للمتلقي، ناهيك توجيه مجموعة من النصائح للشباب قصد تطوير ذاته، وقد اختتم اللقاء بفتح المجال لأسئلة الحضور التي تشكلت غالبيتها من أسئلة شبابية، ترمي البحث عن المعنى، وقد ناقش الروائي بصدر رحب كل الأسئلة، إذ عمل على الإجابة عنها من خلال تجاربه الخاصة التي تقاسمها معهم، كما دعاهم إلى المواظبة على القراءة والتعلم الذاتي بوصفه السبيل الأنجع للتثقيف والبحث عن غد أفضل.
واسدل الستار على هذا النشاط بشهادة في حق عبد العزيز الراشدي، تقدم بها أستاذه سابقا، الأستاذ والفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر الذي سافر بذاكرة الحضور وجعلها تشتغل وتعيش معه لحظات الحاضر بنكهة الماضي التي عاشها الأزهر مع الراشدي، الطالب آنذاك.