اعلان
اعلان
مجتمع

خريجو الجامعات المغربية يطالبون الحكومة بتحسين فرص الشغل ورفع عدد المناصب المخصصة للمباريات

خريجو الجامعات المغربية يعبرون عن معاناتهم المتزايدة مع سوق الشغل، الذي أصبح بمثابة حلم بعيد المنال للكثيرين منهم. هذه الفئة، التي تضم شباباً مؤهلاً أكاديمياً في تخصصات متعددة، تواجه عوائق كبيرة تحول دون تحقيق طموحاتها المهنية، خاصة في ظل غياب فرص العمل المناسبة لشهاداتهم الأكاديمية، وتركز المناصب في قطاعات محدودة لا تتسع لاستيعاب الكم الهائل من الخريجين. ولعل خريجي الشعب الأدبية مثل التاريخ والجغرافيا هم الأكثر تضرراً، حيث تنعدم تقريباً المباريات الموجهة لتخصصاتهم خارج قطاع التعليم. ومع تسقيف السن لاجتياز مباريات التعليم، تزداد صعوبة الولوج إلى هذا القطاع، مما يجعل شبح البطالة يهدد مستقبلهم ويضطرهم للبحث عن أعمال بعيدة تماماً عن تكوينهم الأكاديمي.

 

اعلان

ما يزيد الأمر تعقيداً هو محدودية المناصب المتاحة في المباريات التي يتم الإعلان عنها، إذ في كثير من الأحيان تكون الأعداد المخصصة أقل بكثير من الطلب الفعلي. ليس غريباً أن تجد مباراة يشارك فيها الآلاف من الشباب يتنافسون على منصب أو اثنين فقط. هذا التباين بين العرض والطلب يثير استغراب الكثير من الخريجين، خاصة في ظل نقص الموارد البشرية الواضح في العديد من القطاعات الحيوية، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية. وإذا أضفنا إلى هذه الصعوبات شروط اجتياز المباريات، يصبح الطريق إلى التوظيف أكثر صعوبة.

 

من بين الشروط التي يصفها الطلبة بالمرهقة تلك المتعلقة بمراكز الامتحانات، حيث تقتصر على مدن محددة مثل الرباط أو تاونات أو طنجة، ما يفرض على المترشحين التنقل لمسافات طويلة والحضور في ساعات مبكرة، وهو أمر يشكل عبئاً مادياً ومعنوياً كبيراً. تكاليف النقل والإقامة المرتفعة تزيد من حجم التحدي، خاصة أن معظم الخريجين يفتقرون إلى موارد مالية كافية لتغطية هذه المصاريف، مما يدفع البعض للتراجع عن خوض التجربة من الأساس.

 

في ظل هذا الوضع، يطالب خريجو الجامعات الحكومة المغربية باتخاذ تدابير عاجلة لتحسين أوضاعهم وتمكينهم من ولوج سوق الشغل بشكل أفضل. أبرز هذه المطالب تتعلق بالرفع من عدد المناصب المخصصة لخريجي الجامعات والمعاهد، بحيث تتناسب مع حجم البطالة والحاجة الفعلية للموارد البشرية في القطاعات المختلفة. كما يدعون إلى إنشاء مراكز جهوية لاجتياز المباريات لتخفيف عبء التنقل على المترشحين. وفي خطوة لتخفيف الأعباء المالية، يقترح الخريجون التعاقد مع وحدات فندقية لتقديم تخفيضات خاصة للمرشحين، بشرط إثبات مشاركتهم في المباريات.

 

كما طالبوا بتعزيز وسائل النقل السككي الليلي، مما يسمح بتنقل المترشحين في ظروف أكثر راحة وملاءمة. على صعيد آخر، يدعون إلى فتح مباريات جديدة في قطاعات تتماشى مع تخصصاتهم الأكاديمية، مثل شعبة الجغرافيا التي يمكن أن تجد فرصاً في مجالات المياه والغابات، والأرصاد الجوية، أو الجماعات الترابية. ويقترحون أيضاً الترخيص بدورات تدريبية في المؤسسات ذات الصلة بمسارهم الدراسي، مع ضمان حصولهم على تعويضات مالية خلال فترات التدريب.

 

رغم كل هذه المطالب، يعبر الطلبة عن استيائهم من غياب تفاعل الجهات المعنية مع مراسلاتهم واستفساراتهم، خاصة عبر البريد الإلكتروني الموجه للوزارة الوصية. هذا التجاهل يزيد من إحباطهم، خصوصاً أن التصريحات الحكومية لا تكف عن الحديث عن خطط ومشاريع لتقليص البطالة وتوفير فرص الشغل للشباب. ومع ذلك، تبقى هذه الوعود حبيسة الأوراق والخطابات دون ترجمتها إلى واقع ملموس.

 

خريجو الجامعات المغربية يناشدون رئيس الحكومة وباقي أعضاء الحكومة التحلي بروح المسؤولية والعمل على الاستجابة لمطالبهم المشروعة. يطالبون بخطوات فعلية تعكس التزام الحكومة بحل أزمة البطالة التي تضرب أجيالاً كاملة من الشباب الطموح. إنهم لا يطالبون بأكثر من حقهم في فرصة عمل شريفة تمكنهم من بناء مستقبلهم والمساهمة في تنمية بلدهم. الوقت يمر، ومعه تزداد المعاناة، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإنصاف هذه الفئة ووضع حد لمعاناتها.

 

اعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى