
حريق مهول يلتهم 400 محل تجاري في سوق الربيع بسيدي يوسف بمراكش والأسباب مجهولة
صباح اليوم الأحد 16 فبراير 2025، اندلع حريق مهول في سوق الربيع بسيدي يوسف بن علي في مدينة مراكش، والذي تسبب في دمار شامل لأكثر من 400 محل تجاري. الحريق الذي اندلع في الساعات الأولى من اليوم، وتحديدًا على الساعة الرابعة صباحًا، ألحق أضرارًا جسيمة بالممتلكات وأدى إلى خسائر كبيرة في صفوف التجار وأصحاب المحلات الذين كانوا قد بدأوا يومهم في ظروف عادية قبل أن يطوفهم الحريق.
هذا الحريق، الذي لا تزال أسبابه مجهولة حتى الآن، انتشر بسرعة كبيرة بسبب وجود العديد من المواد القابلة للاشتعال في المحلات التجارية، مما ساعد على تكثيف تأثير النيران. ورغم أن فرق الإطفاء التابعة للوقاية المدنية استنفرت فور تلقيها الخبر، إلا أن السيطرة على الحريق كانت صعبة بسبب قوة النيران وانتشارها السريع في مختلف أرجاء السوق. واستمرت محاولات فرق الإطفاء في السيطرة على الحريق لعدة ساعات، حتى تمكنوا في نهاية المطاف من إخماده. إلا أن الأضرار التي خلفها الحريق كانت هائلة، إذ تم تدمير كافة المحلات التجارية التي كانت تحتوي على سلع مختلفة من ملابس وأحذية وأدوات كهربائية وأثاث، مما شكل ضربة كبيرة للاقتصاد المحلي وللتجار الذين يعتمدون على هذا السوق كمصدر رئيسي للرزق.
عقب الحادث، سارعت السلطات المحلية إلى مكان الحريق، حيث تم فتح تحقيق من قبل الأجهزة المختصة لمعرفة أسباب اندلاع الحريق، والذي تبقى تفاصيله غير واضحة حتى اللحظة. فرضت السلطات طوقًا أمنيًا على المكان لمنع اقتراب الأشخاص غير المخولين من موقع الحادث، كما تم منع الاقتراب من الأنقاض والركام الذي خلفه الحريق، في وقت كانت فرق الإطفاء تواصل جهودها لضمان عدم تجدد النيران.
من جانبه، عبر العديد من أصحاب المحلات التجارية عن صدمتهم وحزنهم العميق جراء الخسائر التي تعرضوا لها، مؤكدين أن الحريق دمر كل شيء كانوا قد عملوا على بنائه طوال سنوات طويلة. وقد أكد العديد منهم أنهم لم يحصلوا على أي تعويضات تأمينية تغطي الخسائر المادية الهائلة التي لحقت بهم. في تصريحات خاصة، أشار بعض التجار إلى أن الحريق قضى على أمالهم في المستقبل، وأنهم بحاجة ماسة إلى مساعدة عاجلة من السلطات المحلية للمساعدة في إعادة تأهيل محلاتهم.
من ناحية أخرى، كان لهذا الحادث تأثير كبير على سكان المنطقة الذين عبروا عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، حيث تركزت العديد من التساؤلات حول الإجراءات الوقائية المتخذة في السوق، وحول مدى فعالية أجهزة الإنذار والسلامة من الحرائق. ويبدو أن غياب تدابير السلامة في بعض المحلات، بالإضافة إلى اكتظاظ السوق بالسلع القابلة للاشتعال، قد أسهم في تسريع انتشار الحريق.
وقد أدت هذه الفاجعة إلى دعوات من قبل التجار والمواطنين للسلطات المحلية إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لضمان سلامة الأسواق التجارية ومنع حدوث مثل هذه الحوادث المدمرة في المستقبل. ورغم المحاولات الكبيرة من طرف فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق، فإن الصور التي التقطتها كاميرات الصحافة أظهرت حجم الدمار الكبير الذي خلفه الحريق، مما يثير تساؤلات حول جدوى الاستعدادات الأمنية والوقائية لمثل هذه الحوادث في مناطق مشابهة.
وفي انتظار نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذا الحريق، يبقى الأمل معقودًا على تعويض المتضررين بشكل عاجل والعمل على تحسين التدابير الوقائية في الأسواق التجارية لحماية الأرواح والممتلكات من مثل هذه الكوارث التي تلحق بالاقتصاد المحلي أضرارًا كبيرة.