
جلالة الملك يشرف على توقيع 22 اتفاقية شراكة لتعزيز العلاقات بين المغرب وفرنسا
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، أشرف جلالة الملك محمد السادس اليوم على توقيع 22 اتفاقية شراكة تجمع البلدين، وذلك أثناء استقبال جلالته للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقصر الملكي بالرباط. تطرقت هذه الشراكات لمجالات حيوية متعددة، تشمل الاقتصاد، الطاقة المتجددة، التعليم، التكنولوجيا، والثقافة، مما يعكس سعي البلدين لتطوير التعاون بينهما بشكل شمولي واستراتيجي.
هذه الخطوة جاءت كتتويج لتقارب واضح بين الرباط وباريس في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد الرسالة التي بعثها ماكرون لجلالة الملك بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، والتي أكد فيها اعترافه بكون الصحراء الغربية جزءًا من السيادة المغربية. وقد أشار ماكرون في رسالته إلى “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة”، مما يوضح دعمه للموقف المغربي على المستويين الوطني والدولي. ويعزز هذا الموقف الفرنسي أهمية المغرب كشريك أساسي في المنطقة ودوره المحوري في القضايا الاستراتيجية.
ورافق الرئيس الفرنسي في زيارته للمغرب وفد رفيع المستوى يضم شخصيات حكومية وسياسية بارزة، من بينهم برونو روطايو وزير الداخلية، آن جينيتي وزيرة التربية الوطنية، جون-نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية، رشيدة داتي وزيرة الثقافة، سيباستيان لوكورني وزير الجيوش وقدماء المحاربين، وأونطوان أرمون وزير الاقتصاد والمالية والصناعة، وآخرين من مختلف المجالات، مما يبرز تعددية الشراكات والاهتمامات بين البلدين. كذلك، ضم الوفد شخصيات بارزة من الأوساط الثقافية والاقتصادية والرياضية، مما يعكس التزام فرنسا بتوسيع آفاق التعاون مع المغرب على أصعدة متعددة، وتجديد روابط الصداقة التقليدية التي تجمع بين البلدين منذ عقود.
وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحرمه بريجيت ماكرون إلى المملكة المغربية جاء تلبية لدعوة جلالة الملك محمد السادس، حيث حط الوفد الفرنسي رحاله في مطار الرباط – سلا مساء هذا اليوم الإثنين 28 أكتوبر 2024. وقد استقبلهم جلالة الملك محمد السادس برفقة ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأميرة للا خديجة، والأميرة للا مريم، وسط أجواء رسمية حملت مظاهر الاحترام والتقدير، حيث جرى توجه جلالته وضيوفه إلى المنصة الشرفية لتحية العلم على نغمات النشيدين الوطنيين للبلدين، في مشهد يعكس عمق الروابط السياسية والدبلوماسية بين الرباط وباريس، وأهمية هذه الزيارة في تأكيد هذه العلاقات.
واختتمت مراسم الاستقبال الملكية بإطلاق المدفعية 21 طلقة ترحيباً بمقدم الرئيس الفرنسي إلى المملكة المغربية، فيما نظم سكان مدينتي سلا والرباط استقبالاً شعبياً مبهجاً، مما يجسد روح الحفاوة والترحيب الشعبي بضيف جلالة الملك، ويبرز العلاقات المميزة التي تربط الشعبين المغربي والفرنسي.