أصدر البنك المركزي الإيطالي تقريراً حديثاً كشف فيه عن حجم التحويلات المالية التي قام بها العمال الأجانب المقيمون في إيطاليا إلى بلدانهم الأصلية خلال سنة 2024، والتي بلغت في مجموعها 8.285 مليار يورو. وتبرز هذه الأرقام الدور المتزايد للجاليات الأجنبية في دعم الاقتصاديات الوطنية لبلدانهم الأم، من خلال تحويلاتهم التي تشكل مصدراً مهماً للعملة الصعبة والاستقرار المالي لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
وتصدر المغرب قائمة الدول المغاربية المستفيدة من هذه التحويلات، وجاء في المرتبة الثالثة عالمياً بنسبة بلغت 6.9% من إجمالي الأموال المحولة، متقدماً على عدة دول إفريقية وآسيوية، بينما احتلت بنغلاديش المركز الأول بنسبة تقارب 17%، تلتها باكستان بنسبة 7.2%. ويعكس هذا الترتيب الحضور المكثف للجالية المغربية في إيطاليا، إلى جانب تطور مستوى اندماجها الاقتصادي والاجتماعي في مختلف جهات البلاد.
وسجلت جهة لومبارديا أعلى معدل لتحويل الأموال نحو الخارج، بما مجموعه 1.816 مليار يورو، أي ما يعادل 21% من الإجمالي الوطني، تليها جهة لاتسيو بنسبة 15%، ثم إيميليا رومانيا بنسبة 10%. وتتمركز في هذه الجهات أهم التجمعات العمالية الأجنبية، وتحديداً في قطاعات الفلاحة، والبناء، والخدمات، وهي مجالات تستقطب عدداً كبيراً من العمال المغاربة.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن تحويلات الجالية المغربية من إيطاليا شهدت تطوراً كبيراً خلال العقد الأخير، إذ ارتفعت من 271.5 مليون يورو في سنة 2016 إلى 575 مليون يورو في 2024. ويعكس هذا النمو المتسارع تحسناً في أوضاع المغاربة المقيمين بإيطاليا، سواء من حيث فرص العمل أو مستوى الدخل، كما يؤكد حرصهم المستمر على دعم ذويهم في المغرب والمساهمة في تحسين ظروفهم المعيشية، فضلاً عن تمويل مشاريع استثمارية صغرى ومتوسطة في عدد من المناطق المغربية.
