
جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دعمه الواضح لأطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة البوليساريو، عبر رسالة تهنئة وجهها إلى زعيم الجبهة إبراهيم غالي بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لتأسيسها، ما يعكس استمرار النظام الجزائري في نهجه السياسي تجاه ملف الصحراء المغربية. الرسالة التي تضمنت إشادة بـ”القضية العادلة للبوليساريو”، شددت على أن الجزائر ستواصل تقديم الدعم المادي واللوجستي والدبلوماسي للجبهة، معتبرة هذا التوجه موقفاً مبدئياً منذ سنة 1973.
الموقف المعلن من أعلى هرم السلطة في الجزائر يأتي في وقت يعرف فيه هذا الطرح تراجعاً كبيراً على الصعيدين القاري والدولي، مقابل تصاعد واضح في الاعتراف بمغربية الصحراء من قبل عدد من القوى المؤثرة في الساحة الدولية، من ضمنها الولايات المتحدة، فرنسا وإسبانيا. ويُنظر إلى هذه التصريحات من طرف عدد من المراقبين على أنها امتداد لخطاب تقليدي يعكس محدودية قدرة الدبلوماسية الجزائرية على إقناع المجتمع الدولي بشرعية الطرح الانفصالي، خصوصاً في ظل ما يُوصف بالأزمة الدبلوماسية الخانقة التي تعيشها الجزائر في السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا الموقف الجديد–القديم في سياق إقليمي ودولي يعرف دينامية دبلوماسية قوية لصالح المغرب، تُرجمت من خلال افتتاح عشرات القنصليات العامة في مدينتي العيون والداخلة، وتأكيد مجلس الأمن الدولي المتكرر على أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية لهذا النزاع. ورغم التحديات، يواصل النظام الجزائري استنزاف موارده في ملف تعتبره الرباط نزاعاً مفتعلاً، بينما تتجه العواصم العالمية نحو دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.