
بعد 11 شهراً من الإضراب: طلبة الطب يعودون للدراسة باتفاق مع الحكومة
بعد إضراب دام 11 شهراً، توصلت اللجنة الوطنية لطلبة الطب في المغرب إلى اتفاق مع الحكومة يقضي بعودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، في خطوة جاءت بعد مسار طويل من الاحتجاجات والمفاوضات. تم توقيع الاتفاق مساء الخميس 7 نونبر 2024 بين اللجنة الممثلة للطلبة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بحضور وسيط المملكة الذي أشرف على التوصل إلى هذا الحل.
وقد صرّح محمد هجوجي، نائب المنسق الوطني للشؤون الداخلية للجنة الوطنية لطلبة الطب، أن التسوية تضمنت استجابة لأغلبية مطالب طلبة الطب، التي شكلت المحور الأساسي للإضراب الذي انطلق في 16 دجنبر 2023. كانت مطالب الطلبة تتضمن تحسين ظروف التكوين والتدريب، وتعزيز التوظيف بعد التخرج، وتوفير حماية اجتماعية كافية، وهي مطالب سعت اللجنة لتحقيقها منذ بداية الإضراب المفتوح.
وعلى الرغم من التصويت السابق الذي تم الأربعاء ورفض فيه الطلبة العرض الحكومي، إلا أن الخلافات الداخلية دفعتهم إلى إجراء تصويت آخر يوم الخميس لتحديد الموقف النهائي من الإضراب. وأسفر التصويت الثاني عن موافقة نسبة 34.2% من الطلبة على العودة إلى الدراسة، في حين كانت نسبة 27% ضد القرار، مما أدى إلى تحول وجهة القرار لصالح العودة واستئناف الدراسة.
وينص الاتفاق الموقع بين الطلبة والحكومة على تمكين طلبة الطب من السنة الثانية إلى السادسة من الدراسة لمدة سبع سنوات، بينما تم استثناء طلبة السنة الأولى من هذا التعديل، مما أثار استياءً في صفوفهم، خصوصاً أنهم شاركوا في الإضراب دون تحقيق نتائج مباشرة لهم. وقد عبّر العديد من طلبة السنة الأولى عن عدم رضاهم عن الاتفاق، معتبرين أن مشاركتهم في الإضراب لم تُترجم إلى نتائج ملموسة تتعلق بمستقبلهم الأكاديمي.
يأتي هذا الاتفاق ليمثل خطوة مهمة في حل أزمة تعليم الطب في المغرب، التي شهدت خلال الأشهر الماضية توترات بين الطلبة والحكومة، وطرحت تساؤلات حول آفاق النظام التعليمي ومستقبله. ومن شأن هذه التسوية أن تعيد الاستقرار إلى مسار الطلبة وتتيح لهم مواصلة تعليمهم بعد فترة طويلة من الجمود الأكاديمي، كما تفتح الباب أمام مزيد من الحوار حول تطوير قطاع التعليم الطبي في البلاد.



