تمكن لاعب كرة القدم المغربي زكريا أبوخلال من تحقيق انتصار كبير في معركته القضائية ضد قناة “آر إم سي سبورت” الفرنسية، حيث حكمت محكمة الاستئناف في باريس لصالحه في قضية التشهير التي كانت قد رفعتها القناة ضدّه. تعود تفاصيل القضية إلى مايو 2023، عندما تم نشر تقرير من قبل “آر إم سي سبورت” يتهم أبوخلال بالتلفظ بتصريحات مسيئة تجاه لورانس أريبيج، نائبة عمدة تولوز، خلال مشادة نشبت بينهما. زعمت القناة أن اللاعب المغربي قال: “في بلدي، النساء لا يتحدثن مع الرجال بهذا الشكل”، في إشارة إلى تصرف أريبيج الذي اعتبره أبوخلال غير لائق.
لكن زكريا أبوخلال سارع إلى نفي هذه الاتهامات منذ اللحظة الأولى، مؤكداً أنه لم يُدلي بتلك التصريحات التي وصفها بأنها “محض افتراء”. ورغم أن القناة كانت قد نقلت الخبر على نطاق واسع، مما تسبب في جدل واسع وخلق أزمة حول تصرفات اللاعب المغربي، إلا أن أبوخلال تمسك بروايته وأصر على براءته. دفع ذلك الفريق الذي ينتمي إليه، تولوز الفرنسي، إلى اتخاذ قرار بإبعاده عن المباريات لمدة أسبوعين، وذلك أثناء إجراء تحقيق داخلي في القضية.
مع مرور الوقت، وبموجب التحقيقات القضائية، ثبت أن ادعاءات “آر إم سي سبورت” لم تكن صحيحة. فبحسب ما ورد في تقرير المحكمة، فإن عشرة شهود أكدوا صحة رواية أبوخلال، بينما تم دعم تقرير القناة من قبل أربعة شهود فقط، مما دفع المحكمة إلى إصدار حكم لصالح اللاعب. وبذلك، قضت محكمة الاستئناف في باريس بتبرئة أبوخلال من التهم الموجهة إليه، مشيرة إلى عدم وجود أي دليل مادي يدعم الادعاء بأن اللاعب قد أدلى بتلك التصريحات. في النهاية، أصدرت المحكمة حكماً يعترف بتشهير القناة بشخصية أبوخلال، حيث طالبتها بدفع تعويض رمزي قدره يورو واحد فقط لرئيس الشركة المالكة لقناة “آر إم سي سبورت”، آرثر دريفوس.
لم يكن الحكم القضائي مجرد انتصار قانوني فقط بالنسبة للاعب، بل كان بمثابة استعادة لكرامته وسمعته التي تأثرت بشكل كبير جراء هذه الاتهامات. ففي البداية، كان أبوخلال قد طلب تعويضًا قدره 200,000 يورو بسبب الأضرار التي لحقت به من جراء ما اعتبره تشهيرًا متعمدًا. ورغم أن المحكمة لم تمنحه هذا المبلغ، إلا أن الحكم القضائي يعتبر خطوة هامة نحو استعادة الحق وإظهار براءته.
هذه القضية أثارت جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي والإعلامي، لا سيما في الأوساط المغربية. فقد كان العديد من المتابعين يعتقدون أن الحملة الإعلامية ضد أبوخلال كانت مبنية على افتراءات تهدف إلى تشويه صورته. لكن مع صدور الحكم القضائي، تبين أن هذه الافتراءات لم تكن إلا مجرد محاولة للنيل من سمعة لاعب شاب طالما برع في ميادين كرة القدم وأثبت جدارة مع منتخب بلاده، أسود الأطلس، وفي ناديه تولوز. وقد شكّل هذا الانتصار صدمة كبيرة للقناة الفرنسية التي كانت قد أحدثت ضجة إعلامية واسعة ضد اللاعب.
من جهة أخرى، يعكس حكم المحكمة في هذه القضية أهمية التأكد من دقة الأخبار التي يتم تداولها في وسائل الإعلام، وتأثيرها الكبير على حياة الأفراد. ففي حالة أبوخلال، لم تقتصر الآثار السلبية على سمعته فقط، بل امتدت لتشمل مسيرته الرياضية، حيث تم استبعاده عن المباريات في فترة حساسة من الموسم، مما أثر على أداء فريقه تولوز في الدوري الفرنسي.
مع ذلك، تمكن أبوخلال من تجاوز هذه الأزمة والعودة بقوة إلى الساحة الرياضية. ففي الموسم الحالي من الدوري الفرنسي، أثبت اللاعب المغربي قدراته الهائلة، حيث سجل العديد من الأهداف، مما جعله يتربع على رأس قائمة هدافي فريقه تولوز. هذا الأداء المتميز يعكس قدرة أبوخلال على تجاوز الصعوبات والتركيز على مسيرته الرياضية، بعيداً عن الأزمات الإعلامية.
يُعتبر هذا الحكم انتصارًا معنويًا وزخماً إضافيًا لمسيرة زكريا أبوخلال، الذي أظهر إصرارًا كبيرًا على براءته وتمسكه بالحق. ورغم كل ما تعرض له من انتقادات وتشويه للسمعة، فإنه استمر في تقديم مستويات رائعة مع ناديه ومنتخب بلاده.