
دفعت سلطات العاصمة الفرنسية باريس بنحو 500 ألف عنصر من الشرطة إلى شوارع المدينة في محاولة للسيطرة على موجة من أعمال الشغب التي اندلعت عقب احتفالات تتويج فريق باريس سان جرمان بلقب دوري أبطال أوروبا. وشهدت المدينة ليلة طويلة من الفوضى تحوّلت فيها فرحة الانتصار إلى حالة من الرعب، بعد أن عمد عدد من الشبان القادمين من أحياء الضواحي إلى تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وإشعال مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، واعتقلت عدداً من المتورطين في الاعتداءات ومحاولات السطو التي طالت متاجر كبرى في أبرز شوارع المدينة، والتي شملت عمليات نهب وتخريب للمرافق العمومية. واعتُبر تدخل قوات الأمن ضرورياً لتطويق الوضع، وسط استنفار غير مسبوق شلّ قلب العاصمة الفرنسية حتى ساعات الفجر.
ويأتي هذا التصعيد الأمني بعد التتويج التاريخي لنادي باريس سان جرمان بلقب دوري الأبطال، عقب فوزه الساحق على إنتر ميلان بخمسة أهداف دون مقابل، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونيخ الألمانية. وسجل النجم المغربي أشرف حكيمي الهدف الأول في الدقيقة الثانية عشرة، قبل أن يعزز دزيري دوي النتيجة بهدف ثانٍ في الدقيقة العشرين. وعاد اللاعب نفسه ليضيف هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه في الدقيقة الثالثة والستين، قبل أن يوقع كفاراتسخيليا الهدف الرابع في الدقيقة الثالثة والسبعين، ويختتم مايولو الخماسية الباريسية قبل نهاية اللقاء بأربع دقائق.
ويمثل هذا الإنجاز تتويجاً غير مسبوق للنادي الباريسي، الذي نجح أخيراً في نيل الكأس الأوروبية الأولى في تاريخه، بعد سنوات من المحاولات التي لم تتكلل بالنجاح. وقد أعادت هذه النتيجة باريس سان جرمان إلى واجهة الكرة الأوروبية، غير أن مظاهر الفوضى التي تلت التتويج ألقت بظلالها على هذا النصر الرياضي، لتثير مجدداً جدلاً واسعاً حول العلاقة المتوترة بين شباب الضواحي وأجهزة الدولة الفرنسية.