
انخفاض أسعار لحوم الابقار في الدار البيضاء مع بداية الاستيراد وتوقعات بتخفيض الأسعار على المستوى الوطني
سجلت أسعار لحوم البقر في مدينة الدار البيضاء انخفاضًا ملحوظًا، حيث أصبحت تباع بأقل من 90 درهمًا للكيلوغرام الواحد في بعض محلات الجزارة. ويأتي هذا الانخفاض بعد أكثر من شهر من إعلان الحكومة المغربية عن فتح باب الاستيراد للحوم الحمراء المذبوحة بهدف معالجة أزمة الارتفاع الحاد في أسعار اللحوم. ورغم أن مجازر الدار البيضاء لم تتسلم بعد أولى شحنات اللحوم المستوردة، إلا أن أسعار لحوم البقر شهدت تراجعًا ملحوظًا نتيجة وصول عدد من الشاحنات التي لم يتم تفريغها بعد. ووفقًا للكاتب المحلي لتجار اللحوم الحمراء بالدار البيضاء، هشام الجوابري، فإن هذه الشحنات المنتظرة هي التي أدت إلى تراجع الأسعار إلى 87 درهمًا للكيلوغرام في بعض المحلات، على الرغم من أن لحوم الغنم لا تزال تحتفظ بأسعارها المرتفعة.
وفي حديثه مع احدى الجرائد الوطنية، أشار الجوابري إلى أن مجازر الدار البيضاء تنتظر هذا الأسبوع وصول أولى الشحنات المستوردة من اللحوم الحمراء، موضحًا أن الأمر يتعلق بتحسين الوضع في السوق المحلي وتخفيض الأسعار بشكل تدريجي. وأضاف أن الحكومة تراهن على نجاح عملية الاستيراد في تخفيض أسعار لحوم البقر إلى ما بين 80 و90 درهمًا للكيلوغرام، مع تحذيره من أن بعض الأشخاص قد يروجون لوهم بأن الأسعار ستنخفض إلى ما دون 70 درهمًا كما كانت عليه في السابق.
ورغم التوقعات الإيجابية حول تأثير الاستيراد على أسعار اللحوم، فقد أشار الجوابري إلى بعض العراقيل التي لا تزال تعترض عملية استيراد الأبقار الموجهة للذبح والتسمين. وأوضح أن الهدف من استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء بنهاية هذه السنة هو ضمان استقرار الأسعار في السوق المحلي، مضيفًا أن هذه الكمية من اللحوم ستساهم في تقليل الضغوط على الأسعار المحلية.
كما أشار الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، إلى أن عملية الاستيراد تسير وفق دفتر تحملات يحتوي على مجموعة من الإجراءات الواجب احترامها سواء بالنسبة للحوم المجمدة أو الطرية. وأكد بايتاس أن الحكومة تخطط لاستيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء بحلول نهاية السنة، وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى مواجهة أزمة الأسعار التي عانى منها المواطنون خلال الفترة الأخيرة، حيث وصلت أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية.
وفي إطار معالجة هذه الأزمة، اتخذت الحكومة منهجين رئيسيين: الأول يتعلق بإعادة بناء قطيع الأبقار الوطني الذي شهد تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، بينما يركز الثاني على زيادة العرض الحالي من خلال استيراد اللحوم الحمراء لتلبية حاجيات السوق المحلية. وبالإضافة إلى استيراد 20 ألف طن من اللحوم، تدرس الحكومة فتح “كوتا” جديدة مطلع العام المقبل تصل إلى 120 ألف طن، ما قد يزيد من تأثير الاستيراد على استقرار الأسعار.
وفي الوقت الذي تبقى فيه لحوم البقر في دائرة الاهتمام بسبب أسعارها المرتفعة، لم تتمكن لحوم الغنم من الاستفادة من هذه الإجراءات، حيث لا تزال أسعارها تشهد استقرارًا في مستوياتها المرتفعة.