تواصلت تحركات عدد من كبار الفاعلين في قطاع اللحوم الحمراء بالمغرب نحو استيراد كميات إضافية من العجول الموجهة للذبح. هذه الخطوات تأتي في محاولة لضبط السوق ومنع أي زيادات جديدة في أسعار اللحوم، التي باتت تشكل عبئاً متزايداً على المستهلك المغربي. وبحسب مصادر مهنية، فإن وتيرة الاستيراد لم تهدأ، بل إن بعض الشركات المستوردة كثفت من عملياتها، خصوصاً مع حلول موسم الصيف الذي يعرف عادة ارتفاعاً في الطلب بسبب المناسبات العائلية وعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

البرازيل: الوجهة الجديدة لـ استيراد اللحوم الحمراء
الوجهة التي تركز عليها أغلب هذه العمليات لم تعد أوروبا كما كان معتاداً في السابق، بل أصبحت البرازيل. هذه الدولة اللاتينية توفر عجولاً بأسعار أقل مقارنة بالسوق الأوروبية. هذه الخطوة تأتي كرد فعل على تصاعد الأسعار في دول الاتحاد الأوروبي، ما دفع المهنيين المغاربة إلى البحث عن بدائل تضمن توازناً في الكلفة النهائية. خصوصاً أن السعر الذي تعرضه البرازيل يعتبر أكثر جاذبية من نظيره الأوروبي، وهو ما يُسهم في توفير لحوم بثمن مناسب نسبياً داخل الأسواق المغربية.
نجاعة الاستيراد من البرازيل وتساؤلات حول الإنتاج الوطني
عمليات استيراد اللحوم الحمراء من البرازيل سبق أن أثبتت نجاعتها. فقد ساهمت شحنات سابقة في خفض الأسعار بالجملة في المجازر، لتستقر في مستويات تراوحت بين 70 و75 درهماً للكيلوغرام. كان ذلك في وقت كانت فيه الأسعار تتجاوز 90 درهماً في بعض الفترات. هذا التوجه نحو السوق البرازيلية يعكس بحثاً عن حلول مستعجلة تقي السوق الوطنية من اختلالات العرض والطلب. لكنه يطرح في الآن ذاته تساؤلات حول مستقبل الإنتاج الوطني ومدى قدرته على المنافسة والاستمرارية.
تحديات تراخيص الاستيراد ومطالب الفاعلين
في المقابل، يشتكي بعض تجار اللحوم من إقصائهم من عمليات الاستيراد. فقد صرحوا بأن السلطات تمنح التراخيص لفئة محددة فقط، ما يحرم فاعلين آخرين من المساهمة في توفير اللحوم بأسعار مناسبة. وهذا يدفع بعضهم للجوء إلى السوق السوداء أو التعامل عبر وسطاء بأسعار مرتفعة، ما يزيد من تعقيد الوضع. وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطن المغربي حلولاً ملموسة تخفف من وطأة الغلاء، تبدو الحاجة ملحة لإعادة النظر في آليات منح رخص الاستيراد وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل مختلف المتدخلين في القطاع. هذا يضمن توازناً فعلياً في السوق وتحقيقاً للعدالة الاقتصادية بين الفاعلين.



