
وقع المغرب والمملكة المتحدة مذكرة تفاهم جديدة بين المديرية العامة للأرصاد الجوية ومكتب الأرصاد الجوية البريطاني (UK Met Office)، في خطوة تعكس إرادة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مجال الأرصاد الجوية، ضمن رؤية مشتركة لمواجهة تحديات التغير المناخي. وتؤسس هذه الاتفاقية لشراكة علمية وتقنية متوازنة، تقوم على مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة، بما يتيح تبادل الخبرات وتطوير القدرات في مجالات ذات أولوية قصوى.
وترتكز هذه الشراكة على دعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة، وتحسين آليات إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية، فضلاً عن تطوير أنظمة الإنذار المبكر، في انسجام تام مع المبادرات الدولية الكبرى، وعلى رأسها مبادرة الأمم المتحدة “الإنذار المبكر للجميع”. ومن شأن هذا التعاون أن يسهم في رفع الجاهزية المناخية على مستوى التخطيط والوقاية، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من تفاقم الظواهر الجوية القصوى وتكرارها.
ويأتي توقيع مذكرة التفاهم في سياق اهتمام متزايد من قبل المغرب بالمجال المناخي، حيث تمثل الأرصاد الجوية ركيزة أساسية في سياسات الحماية المدنية والتنمية المستدامة. كما يعكس انخراط مكتب الأرصاد البريطاني في هذه المبادرة إدراكاً لأهمية تبادل المعرفة التقنية مع شركاء من الجنوب، بما يضمن استفادة الجميع من التقدم العلمي والتكنولوجي في مواجهة التحديات البيئية المشتركة.
ويُنتظر أن تفتح هذه الاتفاقية آفاقاً جديدة للتعاون في مجال البحث العلمي وتبادل البيانات والممارسات الفضلى، إضافة إلى التكوين والتدريب المتخصص في علوم المناخ والأرصاد الجوية. كما ستتيح تنسيقاً أكبر في تنفيذ البرامج والأنشطة ذات الصلة، بما يسهم في تعزيز الصمود المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل.
ويمثل هذا التعاون خطوة عملية ضمن جهود المغرب والمملكة المتحدة لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات استراتيجية، واستثمار العلوم والتكنولوجيا في خدمة أمن المجتمعات واستقرارها البيئي.