دولي

المؤتمر العالمي الأول في الرباط: دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن وتطبيق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية

تم يوم أمس افتتاح المؤتمر العالمي الأول حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تطبيق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بترأس مشترك بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، والمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو أرياس. يعد هذا الحدث الأول من نوعه في جمع قادة وخبراء من مختلف دول العالم لمناقشة التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في سياق حظر الأسلحة الكيميائية.

شهد المؤتمر مناقشات معمقة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز تنفيذ الاتفاقية، ولكنه في الوقت ذاته أثار تساؤلات حاسمة بشأن المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا. فالذكاء الاصطناعي، الذي يسهم حالياً في اكتشاف الأدوية وتطوير الرعاية الصحية، يمكن أن يتم توجيهه نحو إنتاج مواد سامة خطيرة بطرق لم تكن ممكنة من قبل. على سبيل المثال، أظهرت تجربة تمت قبل عامين أن الذكاء الاصطناعي قادر على اقتراح عشرات الآلاف من المواد السامة المحتملة في غضون ساعات قليلة، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات مرعبة إذا استغل بطريقة خاطئة.

كما تم التركيز في هذا المؤتمر على المخاطر التي قد تنجم عن الهجمات الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تؤدي إلى تخريب تصنيع المواد الكيميائية بطرق غير متوقعة. وصرح غونتر ساوتر، المسؤول الألماني عن مراقبة التسلح، بأن الذكاء الاصطناعي قد يمثل تحدياً جدياً فيما يتعلق بحظر الأسلحة البيولوجية. وأضاف أن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تكييف أنظمة مراقبة صادرات الأسلحة مع التطورات السريعة في هذا المجال.

وشاركت في هذا الحدث عدة دول بارزة، بما في ذلك الصين، كوريا الجنوبية، ألمانيا، وقطر، في إشارة إلى الطابع العالمي للتحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. كما تم التأكيد على أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات بشكل فعال. ناقش المتحدثون الحاجة إلى حوكمة عالمية تضمن استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة آمنة ومسؤولة، وأن يُسمح للدول النامية بالانخراط في هذه المناقشات لضمان عدم استبعادها من مستقبل التكنولوجيا العالمية.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كان قد حذر في وقت سابق من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على الديمقراطية والسلام إذا تُرك دون ضوابط. دعا غوتيريش إلى إنشاء مجموعة من الخبراء لتقييم المخاطر ووضع آليات لتعاون دولي أوسع حول هذه التكنولوجيا، مشيراً إلى أن الأسواق وحدها لا يمكن أن تتحكم في تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي لما لها من تأثيرات عابرة للحدود.

خلال المؤتمر، تم تسليط الضوء أيضاً على الاستخدامات الإيجابية المحتملة للذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن العالمي، مع تأكيد على أهمية وضع ضوابط صارمة لمنع استخدامه بطرق ضارة. تبقى مسألة التوازن بين الابتكار والمسؤولية العلمية محوراً أساسياً للنقاش في هذا النوع من المنتديات الدولية، حيث إن الفجوة بين تقدم التكنولوجيا وغياب الأطر التنظيمية قد تشكل تهديداً على نطاق واسع في السنوات المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى