السيد حموشي يستقبل المفتش العام للشرطة بالنيابة بوزارة الداخلية الباكستانية

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الباكستانية، استقبل السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، يوم الاثنين 20 يناير 2025 بالرباط، السيد سلمان الشودري، المفتش العام للشرطة بالنيابة بوزارة الداخلية الباكستانية.

جاءت هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، حيث ترأس السيد الشودري وفدًا أمنيًا هامًا يهدف إلى بحث سبل تعزيز الشراكة الأمنية بين المغرب وباكستان في مواجهة التحديات المشتركة.

تمحورت المباحثات بين الجانبين حول استعراض أشكال التعاون القائمة بين البلدين في المجال الأمني، ودراسة آليات تطوير هذا التعاون وتنويع مجالاته. وأشار بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني إلى أن اللقاء شكّل فرصة لتبادل الرؤى حول سبل مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خاصة في مجال مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.

 

وجاءت هذه المباحثات على خلفية حادث مؤلم وقع مؤخرًا قبالة شواطئ الداخلة، حيث انقلب قارب يحمل مهاجرين باكستانيين غير شرعيين، مما أدى إلى وفاة عدد منهم. وقد أشاد المسؤول الباكستاني بالجهود التي بذلتها السلطات المغربية في عمليات الإنقاذ والإغاثة، معبرًا عن امتنانه العميق للمغرب على تعاونه الإنساني والأمني في هذه الظروف الصعبة.

إلى جانب قضية الهجرة غير الشرعية، تطرق الجانبان إلى أهمية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وأكد الطرفان على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن البلدين، خاصة في ظل تنامي نشاط الجماعات الإرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” في المناطق القريبة جغرافيًا من المغرب وباكستان.

وأشار البلاغ إلى أن المغرب وباكستان، بحكم موقعهما الجغرافي، يتعرضان لتحديات أمنية متشابهة، مما يستدعي تعزيز التعاون الثنائي في مجال تبادل المعلومات والخبرات، وتنسيق الجهود لمواجهة هذه التهديدات. كما تم التأكيد على أهمية اعتماد مقاربات استباقية للحد من انتشار التطرف العنيف، وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

شكّل اللقاء أيضًا فرصة لتبادل التجارب والممارسات الفضلى بين المؤسسات الأمنية في البلدين. وأكد السيد حموشي على أهمية تعزيز التعاون التقني والتدريبي بين المغرب وباكستان، بما يمكن الطرفين من مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تتطلب أدوات متطورة وكفاءات عالية.

كما تمت الإشارة إلى أن التعاون الأمني بين المغرب وباكستان لا يقتصر فقط على الجوانب الأمنية البحتة، بل يشمل أيضا تعزيز التعاون في مجالات التدريب وتبادل الخبرات، بما يساهم في بناء قدرات المؤسسات الأمنية في البلدين.

تُعد هذه الزيارة تأكيدا على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة المغربية في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي. فالمغرب، بفضل خبرته المتراكمة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، يُعتبر شريكًا استراتيجيًا للعديد من الدول في جهودها لمواجهة التهديدات الأمنية.

كما أن التعاون الأمني بين المغرب وباكستان يندرج في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحييد المخاطر التي تهدد الأمن العالمي. وأشار البلاغ إلى أن هذه الزيارة تعكس الانخراط الفعّال للمغرب في المساعي الدولية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتؤكد على التزام المملكة بتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

زيارة السيد سلمان الشودري، المفتش العام للشرطة بالنيابة بوزارة الداخلية الباكستانية، إلى المغرب، تُعد خطوة مهمة في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. ففي ظل التحديات الأمنية المتزايدة، يصبح تعزيز الشراكات الإستراتيجية بين الدول أمرا ضروريا لمواجهة التهديدات المشتركة.

وقد أكد اللقاء على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، كما سلّط الضوء على الدور الريادي للمغرب في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي. ومن خلال تبادل الخبرات والمعلومات، يمكن للبلدين تعزيز قدراتهما الأمنية ومواجهة التحديات المشتركة بفعالية أكبر.

و تعتبر هذه الزيارة تأكيدا على عمق العلاقات بين المغرب وباكستان، وعلى التزام البلدين بالعمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار لشعبيهما وللمنطقة ككل.