اعلان
اعلان
مجتمع

البسيج: الخلية الإرهابية المفككة في تامسنا تكشف عن خطط دموية وخطيرة

في عملية أمنية استباقية دقيقة، تمكنت المصالح الأمنية المغربية من تفكيك خلية إرهابية كانت بصدد تنفيذ هجمات خطيرة باستخدام عبوات ناسفة مصنوعة محليًا. هذه العملية، التي جاءت بناءً على معطيات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص المشتبه في تورطهم في التخطيط لهذه الهجمات، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة النارية والذخيرة، وهو ما يكشف عن مدى الخطورة التي كانت تشكلها هذه الخلية.

 

اعلان

التحقيقات الأمنية الأولية كشفت أن هذه الخلية كانت في مراحل متقدمة من تنفيذ مخططها الإرهابي، حيث تمكنت من تجميع وتحضير مجموعة من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستعمال. وقد شملت المحجوزات طنجرة ضغط مفخخة تحتوي على مواد متفجرة ومسامير حديدية موصولة بهاتف محمول معد للتفجير عن بعد، وهو أسلوب سبق أن استُعمل في عمليات إرهابية دولية. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على قنينات غاز معدلة، بداخل كل منها أكياس تحتوي على مساحيق كيميائية مشبوهة، ومجموعة من المسامير الحديدية، وأنابيب PVC مثبتة على الجوانب لزيادة مدى التأثير التفجيري.

 

الخبرات العلمية التي أجرتها المصالح المختصة، التابعة لمعهد العلوم والأدلة الجنائية، أكدت أن المواد الكيميائية المضبوطة تدخل في صناعة المتفجرات التقليدية، ومن بينها نترات الأمونيوم وTATP، وهما من أخطر المواد المتفجرة، حيث يتميزان بقوة تفجيرية عالية وقدرة على إحداث دمار واسع. هذه المواد، التي تُستخدم في بعض التطبيقات المدنية، يتم في بعض الأحيان تحويلها بشكل غير قانوني لأغراض تخريبية وإرهابية، كما هو الحال في هذه القضية. إضافة إلى ذلك، فإن اعتماد عناصر الخلية على الهواتف المحمولة كوسيلة للتفجير عن بعد يعكس مستوى متقدمًا من التخطيط التقني، مما يدل على تلقي أفرادها تدريبات متخصصة في هذا المجال.

 

إلى جانب المواد المتفجرة، تم ضبط ترسانة من الأسلحة النارية، شملت بندقيتين هجوميتين من نوع كلاشنيكوف، وعشر مسدسات نارية مختلفة العيارات، وبندقيتي صيد، وكمية من الذخيرة بلغت 73 خرطوشة. التحليل التقني لهذه الأسلحة أظهر أن بعضها مخصص للاستخدام الحربي، في حين أن البعض الآخر يُستخدم في العمليات الأمنية والعسكرية. كما تبيّن أن الأرقام التسلسلية لهذه الأسلحة قد تم محوها عمدًا، بهدف إخفاء مصدرها ومنع تتبعها عبر القنوات الرسمية. هذا المعطى يشير إلى احتمال تورط شبكات تهريب أسلحة في دعم هذه الخلية، مما يفتح المجال أمام تحقيقات أوسع لتحديد الامتدادات المحتملة لهذا المخطط الإرهابي.

 

العملية الأمنية التي أدت إلى تفكيك هذه الخلية تعكس نجاعة الاستراتيجية المغربية في مكافحة الإرهاب، والتي تعتمد على العمل الاستباقي والتنسيق الوثيق بين مختلف الأجهزة الأمنية. كما تبرز أهمية التعاون الاستخباراتي في التصدي للتهديدات الإرهابية، خاصة في ظل تنامي ظاهرة التطرف العنيف ومحاولات التنظيمات المتطرفة استقطاب عناصر جديدة لتنفيذ عمليات تخريبية.

 

المسؤولون الأمنيون أكدوا أن إحباط هذا المخطط الإرهابي يأتي في سياق الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة لحماية أمن المواطنين وسلامة المؤسسات، مؤكدين على ضرورة تعزيز اليقظة والتعاون بين مختلف الفاعلين لمواجهة أي تهديد محتمل. كما نبهوا إلى المخاطر المرتبطة بالحصول غير المشروع على المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المتفجرات، مشددين على أهمية اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمراقبة هذه المواد ومنع وصولها إلى أيدي المتطرفين.

 

هذه العملية، رغم نجاحها في إحباط مخطط دموي، إلا أنها تسلط الضوء على التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها البلاد في مكافحة الإرهاب. فالتطور المستمر لأساليب الجماعات المتطرفة، وسعيها الدائم إلى استخدام تقنيات جديدة في تنفيذ هجماتها، يتطلب مواصلة تطوير القدرات الأمنية والاستخباراتية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذا الخطر العابر للحدود. كما أن تفكيك هذه الخلية يعيد التأكيد على ضرورة محاربة الفكر المتطرف عبر مقاربات شاملة تشمل الجوانب الأمنية، والاجتماعية، والثقافية، لضمان معالجة جذور الإرهاب ومنع انتشاره داخل المجتمع.

 

 

اعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى