في خطوة تحمل بصمة استراتيجية واضحة، كشف محمد بوزوبع، الرئيس المدير العام لمجموعة TGCC، أن طموح الشركة اليوم لم يعد مقتصرا على الريادة داخل السوق الوطنية، بل يتجه نحو صناعة اسم مغربي قوي على الساحة الإفريقية، كفاعل صناعي رائد في قطاع البناء والأشغال الكبرى. التصريح الذي جاء في حوار صحفي، تزامن مع إعلان المجموعة عن تعبئة مالية غير مسبوقة بلغت 2.2 مليار درهم، موجهة لدعم توسعها وتطوير قدراتها التقنية والهندسية.
التحرك المالي رافقته عملية استحواذ دقيقة على شركة STAMVIAS، المتخصصة في البنيات التحتية المائية والطرق، ما يمثل توجهاً نوعياً نحو مشاريع ذات طابع استراتيجي، على رأسها السدود والطرق والمنشآت الضخمة. هذه الدينامية الجديدة تمنح TGCC قدرة على منافسة الفاعلين الدوليين في أسواق إفريقية واعدة، حيث النمو العمراني والبنية التحتية يسيران بوتيرة متسارعة.
رؤية بوزوبع لا تنحصر في الأرقام والاستثمارات، بل تتجاوزها إلى تصور متكامل لتوسيع قاعدة العمل الصناعي المغربي، وخلق نموذج تكاملي يدمج بين البناء والطاقة والتدبير التعاقدي للبنيات التحتية. فلسفة العمل هذه، حسب المتحدث، لا تسعى إلى التشتت بل إلى خلق منظومة مترابطة تقوي موقع الشركة وتمنحها القدرة على الصمود في وجه تقلبات السوق وتحديات المنافسة.
منذ تأسيسها سنة 1991، نجحت TGCC في فرض وجودها داخل مشاريع كبرى بالمغرب، وتواصل اليوم تحضيرها لمواكبة مشاريع عالمية، من ضمنها تلك المرتبطة بكأس العالم 2030. هذا التحول لم يكن ليتم دون حضور بورصي قوي ودينامية مالية شفافة، إذ أن إدراج TGCC في بورصة الدار البيضاء منذ سنة 2021 سمح لها بجذب مستثمرين ودعم تمويل مشاريعها التوسعية.
الرهان اليوم، كما يراه بوزوبع، هو صناعة فاعل مغربي قادر على الدفاع عن تموقعه قاريا، والمساهمة في تقوية السيادة الصناعية الوطنية. الرؤية واضحة، والخطوات محسوبة، والمسار مفتوح أمام مجموعة مغربية تتهيأ لتجاوز حدودها الجغرافية، وتحمل على عاتقها طموح صناعة وطنية لا تقبل بالقليل.
