محاولات جزائرية فاشلة لتشويه العلاقات المغربية المصرية عبر وثيقة مزورة
Heure du journal - خالد وجنا
في ظل التصعيد المستمر الذي ينهجه النظام الجزائري تجاه المملكة المغربية، لجأ الإعلام التابع له إلى نشر وثيقة مزورة تزعم وجود مراسلات بين سفارة المغرب في القاهرة ووزارة الخارجية في الرباط، تهدف إلى زعزعة استقرار مصر وتأليب الرأي العام المصري ضد حكومته. هذه المحاولة البائسة لتشويه صورة المغرب لم تكن مفاجئة للمراقبين، إذ تتماشى مع أساليب النظام الجزائري الذي استنفد جميع أوراقه الدبلوماسية، ليعتمد الآن على الأكاذيب والتلفيقات في محاولة لتبرير إخفاقاته المتكررة.
الوثيقة المزعومة، التي تم الترويج لها بشكل مكثف عبر منصات الإعلام الجزائري الرسمي وشبكات التواصل الاجتماعي، تحمل في طياتها أخطاء واضحة تجعل من السهل الكشف عن زيفها. فقد أشار خبراء في العلاقات الدولية إلى أن صياغة الوثيقة وأسلوب كتابتها يفتقران إلى المهنية، كما أن الجهة الموجهة إليها الوثيقة غير موجودة أصلاً في الهيكل التنظيمي لوزارة الخارجية المغربية. هذا بالإضافة إلى أن السياق العام الذي حاول النظام الجزائري ربطه بالمراسلة المزعومة يكشف عن نية واضحة لتأليب الشعب المصري ضد المغرب في وقت تعرف فيه العلاقات بين البلدين تطوراً ملموساً وتنسيقاً مستمراً على جميع الأصعدة.
هذه المناورة الإعلامية ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للنظام الجزائري أن حاول استغلال الخلافات الإقليمية لإثارة الفتنة بين المغرب ودول أخرى. ومن الأمثلة البارزة على ذلك محاولة تأجيج الصراع بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، عبر الادعاء بأن المغرب يسعى إلى تقويض الموقف المصري. غير أن هذه المحاولات سرعان ما باءت بالفشل، إذ أثبتت الحقائق أن العلاقات المغربية المصرية قائمة على التعاون والتفاهم المشتركين، بعيداً عن التلاعبات السياسية التي يسعى النظام الجزائري لترويجها.
محاولات النظام الجزائري لتسميم العلاقات المغربية المصرية تأتي في سياق أوسع يعكس إحباطه من النجاحات الدبلوماسية التي يحققها المغرب في المحافل الإقليمية والدولية. فقد استطاع المغرب ترسيخ مكانته كفاعل إقليمي محوري، سواء من خلال وساطاته في أزمات دولية كالأزمة الليبية، أو عبر دوره في إطلاق سراح رهائن دوليين، أو حتى بتعزيز علاقاته مع شركاء تقليديين مثل فرنسا والولايات المتحدة. كل هذه الإنجازات دفعت النظام الجزائري إلى انتهاج أساليب يائسة لتحويل الأنظار عن أزماته الداخلية المتفاقمة.
الناشط السياسي الجزائري شوقي بن زهرة يرى أن هذه التحركات الإعلامية المضللة ليست سوى انعكاس لحالة التخبط التي يعيشها النظام الجزائري، خاصة في ظل تنامي الغضب الشعبي داخلياً بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية والانهيارات الدبلوماسية المتتالية. وأضاف أن ترويج وثيقة مزورة بهذه الطريقة الساذجة يكشف عن المستوى المتدني للتخطيط الإعلامي للنظام، مؤكداً أن الشعب الجزائري بات يدرك تماماً زيف هذه الحملات الدعائية التي لا تهدف إلا لتشتيت الانتباه عن المشاكل الحقيقية التي تعانيها البلاد.
في السياق نفسه، يرى جواد القسمي، الباحث في العلاقات الدولية، أن النظام الجزائري أصبح يعتمد بشكل رئيسي على أسلوب اختلاق الأزمات في محيطه الإقليمي كوسيلة للبقاء في السلطة. وأكد أن محاولاته لتسميم العلاقات المغربية المصرية لن تجد آذاناً صاغية، نظراً للوعي العميق الذي يتمتع به الشعب المصري والقيادة المصرية بشأن الدوافع الحقيقية لهذه الادعاءات. واعتبر القسمي أن النظام الجزائري لا يدرك أن هذه الأساليب المبتذلة تعود عليه بنتائج عكسية، إذ تساهم في تعزيز التضامن المغربي مع شركائه الإقليميين وتكشف عن نواياه العدائية بوضوح أكبر.
في النهاية، تبقى هذه الوثيقة المزورة وغيرها من محاولات التشويه الإعلامي مجرد تكتيكات يائسة لنظام يعيش على وقع أزماته المتلاحقة. وبينما يسعى النظام الجزائري لصرف الأنظار عن مشاكله الداخلية، يواصل المغرب تعزيز مكانته إقليمياً ودولياً، مستنداً إلى سياسة دبلوماسية تقوم على الحوار والاحترام المتبادل. ولعل الرد الأنسب على هذه الادعاءات يتمثل في تجاهلها والتركيز على تعزيز التعاون مع مصر وبقية الدول الشقيقة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار في المنطقة.