مجلس المنافسة يعول على “الأرانب” لمواجهة أزمة اللحوم الحمراء بالمغرب

أصدر مجلس المنافسة تقريرًا حديثًا يسلط الضوء على أزمة اللحوم الحمراء في المغرب، التي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار، حيث تراوحت بين 110 و130 درهمًا للكيلوغرام. ودعا التقرير إلى تبني استراتيجيات مبتكرة لتجاوز هذه الأزمة، من بينها تعزيز إنتاج الأعلاف الموجهة للأرانب باعتبار لحومها بديلاً اقتصادياً وصحياً عن اللحوم الحمراء.

وأشار التقرير إلى أن تطوير الأعلاف المركبة للأرانب يمثل فرصة استراتيجية لتحسين مردودية القطاع الزراعي والاستجابة للطلب المتزايد على البروتين الحيواني. كما أوضح أن دعم هذا الإنتاج سيساهم في تقليص الاعتماد على اللحوم المستوردة، التي لجأت إليها الحكومة في الآونة الأخيرة لتخفيف الأعباء عن المواطنين وضبط السوق المحلية. الخطوة الحكومية جاءت استجابة للتقلبات الحادة في سوق اللحوم الحمراء، ما يبرز أهمية تنويع مصادر الإنتاج الغذائي الوطني.

إلى جانب ذلك، قدم مجلس المنافسة توصيات أخرى تشمل تنويع إنتاج الأعلاف ليشمل تلك المخصصة للأحياء البحرية والحيوانات الأليفة. وأكد أن الاستثمار في هذه القطاعات يعد استجابة استراتيجية للطلب المتزايد محليًا ودوليًا، لا سيما مع النمو السريع في سوق الحيوانات الأليفة وتزايد الاهتمام برعايتها. واعتبر التقرير أن إنتاج أعلاف عالية الجودة للحيوانات الأليفة يشكل فرصة لتعزيز مصادر الدخل، إضافة إلى اكتساب حصص سوقية جديدة.

وفي سياق متصل، شدد التقرير على أهمية تعزيز الإنتاج المحلي للثروة السمكية من خلال تطوير أعلاف غنية بالبروتينات والمعادن لتلبية الاحتياجات الغذائية للأحياء البحرية. هذه الاستراتيجية تهدف إلى دعم النمو المتسارع لهذا القطاع الذي يتأثر بالطلب العالمي المتزايد على المنتجات السمكية.

يبرز التقرير أهمية اعتماد سياسات متكاملة لتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي وتنويع مصادر البروتين الحيواني، سواء من خلال الاستثمار في تربية الأرانب أو دعم القطاعات الحيوانية الأخرى. هذا التوجه يهدف إلى مواجهة التحديات الراهنة وضمان استقرار الأسعار وتخفيف العبء على القدرة الشرائية للمواطنين.