شركة مغربية تحقق نجاحاً في تجربة أول طائرة درون عسكرية محلية الصنع
Heure du journal
أعلنت شركة AERODRIVE المغربية عن نجاح تجربتها الأولى لطائرة “أطلس” بدون طيار، بعد عدة أشهر من الاختبارات الدقيقة التي هدفت إلى تطوير هذه الطائرة للاستخدامات العسكرية. وقد صُممت طائرة “أطلس” خصيصًا لتنفيذ عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية في ميادين القتال. هذا الإنجاز يعزز قدرات المغرب في تصنيع الطائرات المسيرة، ويضعه في موقع متقدم بين الدول الإفريقية التي تمتلك هذه التكنولوجيا.
وفي سياق متصل، أشار تقرير حديث صادر عن موقع “ميليتاري أفريكا” المتخصص في الشؤون العسكرية الإفريقية إلى أن المغرب يتصدر قائمة الدول المغاربية في مجال اقتناء الطائرات المسيرة. التقرير الذي يرصد مشتريات الطائرات بدون طيار في القارة الإفريقية بين عامي 1980 و2024، أوضح أن القوات المسلحة الملكية المغربية حصلت على 233 طائرة مسيرة من موردين مختلفين، مما يجعل المغرب يحتل المركز الثاني على الصعيد الإفريقي بعد مصر التي تمتلك أكثر من 260 طائرة مسيرة. كما جاءت نيجيريا في المرتبة الثالثة بـ177 طائرة، تليها إثيوبيا بحوالي 126 طائرة، فيما احتلت الجزائر المركز الخامس بـ121 طائرة مسيرة، متبوعة بحليفتها جنوب إفريقيا التي تمتلك أقل من 100 طائرة.
هذا التطور يبرز التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال الصناعات الدفاعية، خصوصاً مع تصاعد اهتمام المملكة بتطوير قدراتها العسكرية الذاتية، وجذب الاستثمارات في مجال تصنيع الطائرات والمعدات الحربية. من المتوقع أن يسهم النجاح الذي حققته شركة AERODRIVE في تعزيز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في صناعة الطائرات المسيرة على المستوى الإقليمي، ويفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون مع شركات دولية لتطوير تقنيات عسكرية متقدمة داخل المملكة.
في السياق ذاته، يواصل المغرب العمل على توسيع ترسانته من الطائرات المسيرة بالتوازي مع تعزيز قدراته الدفاعية في مجالات أخرى، حيث أبدت المملكة اهتماماً بجذب كبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران العسكري، وذلك ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تقوية الصناعة الدفاعية الوطنية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض القطاعات العسكرية الحيوية.
هذا الإنجاز يأتي في وقت يشهد فيه العالم سباقاً متسارعاً نحو تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار، التي أصبحت أداة حاسمة في الحروب الحديثة، سواء على مستوى الاستطلاع أو تنفيذ المهام القتالية. ومن المتوقع أن يكون لهذا التطور تأثير كبير على مكانة المغرب العسكرية في المنطقة، كما سيمكنه من تعزيز قدراته الدفاعية والاستخباراتية بما يتماشى مع المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
باختصار، نجاح تجربة طائرة “أطلس” بدون طيار يعد خطوة هامة في مسار التطوير الصناعي العسكري للمغرب، ويؤكد التزام المملكة بتعزيز قدراتها الذاتية في مجال التكنولوجيا الدفاعية.