أوصى المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، اليوم الأربعاء، دول القارة السمراء باعتماد اختبار مغربي الصنع يحمل اسم (UM6P-MAScIR MPOX qPCR 1.0) للكشف عن مرض جدري القردة. هذه التوصية جاءت بناءً على تقييم دقيق وموافقة صادرة عن الجهات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تُعد من أبرز بؤر هذا المرض في القارة الإفريقية.
الاختبار المغربي الذي تم تطويره من طرف فريق مختص بالمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث العلمي، حظي بمكانة خاصة في قائمة الاختبارات الموصى بها من طرف المركز الإفريقي. ووفقاً للبلاغ الرسمي الصادر عن المركز، فإن هذا الابتكار يهدف إلى تعزيز القدرات الصحية للدول الإفريقية لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة، كما يتماشى مع خطة مشتركة بين المركز ومنظمة الصحة العالمية لاعتماد تقنيات “بي سي آر” كوسيلة فعالة للكشف عن حالات جدري القردة في القارة.
الاختبار حاز أيضاً على تسجيل رسمي لدى مديرية الأدوية والصيدلة التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب، مما يُؤكد جاهزيته للتصدير ليس فقط إلى السوق المغربية، بل أيضاً إلى باقي دول القارة الإفريقية. وأبرز المركز الإفريقي أن هذه المبادرة تعد خطوة ملهمة للمصنعين الأفارقة في مجال تعزيز الاستقلال الذاتي للقارة في المجال الصحي، وهو الهدف الذي يسعى إليه الاتحاد الإفريقي لتحسين الاستعدادات الصحية لمواجهة الأزمات الطارئة.
في سياق متصل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن لجنة الطوارئ التابعة لها ستعقد اجتماعاً قريباً لدراسة وضع مرض جدري القردة وما إذا كان لا يزال يشكل أزمة صحية عالمية. ووفق آخر المعطيات، سجلت القارة الإفريقية حوالي 47 ألف حالة إصابة مشتبه فيها بمرض جدري القردة، فيما استقرت الوفيات عند حدود 10 آلاف حالة.
وفيما يتعلق بالمغرب، أعلنت السلطات الصحية عن أول حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة في شتنبر الماضي. كما أبرمت المملكة اتفاقية مع شركة سيغا تكنولوجي لتوفير علاج “Tpoxx”، الذي يُعد مخصصاً لمكافحة المرض، وذلك في إطار تعزيز استعداداتها لمواجهة أي تفشٍّ محتمل. هذه الخطوة تأتي في سياق استراتيجية وطنية لتأمين الحماية الصحية للمواطنين ومواكبة الجهود الدولية للحد من انتشار هذا المرض في المنطقة.