
مصنع بسيدي سليمان يثير جدلًا واسعًا بسبب التلوث البيئي والصحي
تعيش مدينة سيدي سليمان على وقع أزمة بيئية وصحية أثارها مصنع محلي أصبح محط أنظار السكان، الذين يتهمونه بالتسبب في تدهور جودة الهواء والماء، وما نتج عن ذلك من تأثيرات مباشرة على صحتهم. وقد أبدى العديد من سكان المنطقة استياءهم الكبير من استمرار عمل هذا المصنع، معتبرين أنه يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم اليومية.

أفاد السكان بأن المصنع يتسبب في انبعاثات غازية ضارة حولت الهواء إلى مصدر قلق دائم، حيث أصبحت المنطقة تعاني من تلوث شديد يجعل التنفس في بعض الأحيان أمرًا مرهقًا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أشاروا إلى وجود ملوثات في مصادر المياه، ما أدى إلى تخوفهم من استخدامها في حياتهم اليومية. يقول أحد السكان: “حتى الماء الذي كان يُعتبر موردنا الأساسي أصبح ملوثًا وغير آمن”.

الأضرار الصحية التي بدأت تظهر بين السكان كانت العامل الأبرز في تصعيد حدة الغضب. تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بمشاكل التنفس، الحساسية، وأمراض جلدية مختلفة، مما زاد من شعور الأهالي بالعجز في مواجهة هذا الوضع المتفاقم. وأكد أحد السكان قائلاً: “نحن محاصرون، لا نستطيع التنفس بحرية أو حتى استخدام الماء، وأطفالنا أكثر من يعاني”.

وسط هذه الأوضاع، يطالب السكان بتدخل عاجل من السلطات المعنية لوقف أنشطة المصنع أو إلزامه باتباع معايير صارمة تحترم البيئة وصحة الإنسان. وفي هذا السياق، يقول أحد المتضررين: “لن نسكت عن هذا الوضع، نطالب بحلول فورية لحمايتنا وحماية أطفالنا من هذا الخطر الذي يهدد حياتنا”.
في ظل غياب تحرك فعلي من الجهات المسؤولة، يبقى الوضع على حاله، مع تصاعد التوتر في المنطقة واستمرار الدعوات الشعبية من أجل وضع حد لهذه الكارثة البيئية والصحية.



