تمتاز منطقة مضيق جبل طارق بأهميتها الاستراتيجية كونها تمثل نقطة التقاء للصفائح الأوروبية والآسيوية والإفريقية، مما أثار اهتمام العديد من المنظمات الدولية. ومنذ عقود تمت دراسات متواصلة لتحقيق ربط قاري بين المغرب وإسبانيا عبر هذا المضيق.
تُظهر الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق (SNED) وشريكتها الإسبانية SECEGSA تقدمًا واعدًا في هذا المشروع، حيث تم تنفيذ العديد من الدراسات الميدانية والجيولوجية لتحديد الخصائص البيئية والجيولوجية للمضيق. وقد تم الوقوف على أن أقصر مسافة بين القارتين تبلغ حوالي 14 كيلومترًا وعمقها يصل إلى 900 متر.
ومن الملفت أيضًا أن المشروع المستقبلي سيتيح الربط السككي بين الدار البيضاء ومدريد في خمس ساعات ونصف. هذا يعكس أهمية كبيرة لهذا المشروع في تعزيز الاتصال والتجارة بين المغرب وإسبانيا وبالتالي تعزيز التعاون بين البلدين.
الجهود المشتركة بين SNED وSECEGSA والتعاون بين المغرب وإسبانيا تُظهر التزامهما بتحقيق هذا المشروع الاستراتيجي. يتم متابعة المشروع بعناية من قبل منظمات دولية متعددة الأطراف، ويُعد تقريرًا دوريًا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
إن هذا المشروع الجاري تنفيذه يمثل نموذجًا للتعاون الدولي في مجال البنية التحتية ويشجع على المشاركة النشطة للمنظمات المعنية. يبقى المشروع موضوعًا للمتابعة والتطور وفق التقنيات والتطورات في علوم المحيطات وحفر الأنفاق.