اقتصاد

مستقبل مشرق للغاز المغربي: ساوند إنرجي تحقق تقدمًا ملحوظًا في تطوير حقل تندرارة استعدادًا لإنتاج 2025

تشهد صناعة الغاز في المغرب توقعات متفائلة بتحقيق طفرة كبيرة في العام المقبل 2025، بقيادة شركة ساوند إنرجي البريطانية، وفق ما كشفت عنه منصة الطاقة المتخصصة، ومقرها واشنطن. تأتي هذه الطفرة المرتقبة في ظل التقدم المستمر الذي تحققه الشركة في تطوير مشروع حقل تندرارة الواقع في المنطقة الشرقية من المغرب، والذي يُعد واحداً من أهم المشاريع الغازية في البلاد.

أعلنت ساوند إنرجي نتائجها للنصف الأول من عام 2024، وقدمت تحديثاً تشغيلياً حول تقدم مراحل تطوير الحقل. ويتوقع أن يشهد المشروع طفرة في الإنتاج مع حلول عام 2025، حيث تعمل الشركة بوتيرة سريعة لتحقيق جدولها الزمني الطموح للوصول إلى أول إنتاج تجاري من الغاز الطبيعي.

تملك ساوند إنرجي حصة بنسبة 20% في أصول حقل تندرارة البري، الذي يحتوي على احتياطيات تُقدر بحوالي 305 مليارات قدم مكعبة من الغاز القابل للبيع، ما يعادل نحو 10.2 مليون برميل من النفط المكافئ الصافي. وتواصل الشركة البريطانية إحراز تقدم ملموس في تطوير الحقل بمرحلتيه الأولى والثانية، حيث أنهت مؤخراً بنجاح العمل على بئرين تم تحضيرهين للإنتاج.

يتضمن مشروع تطوير حقل تندرارة تنفيذ عدة مراحل أساسية، وقد شهدت المرحلة الأولى إنجازات مهمة، منها إتمام أعمال بناء القاعدة والطبقة الأولى من خزان الغاز، بالإضافة إلى الانتهاء من تشييد الخزان الداخلي. وما زالت الأعمال جارية لبناء خزان تخزين الغاز المسال، وهو جزء أساسي من البنية التحتية للمشروع.

تعمل ساوند إنرجي بالتعاون مع المقاولين على بناء مجموعة من المعدات اللازمة لتشغيل الحقل، وتتوقع أن يتم تسليم هذه المعدات إلى موقع تندرارة خلال الأشهر القليلة المقبلة. كما يجري حالياً التحضير لتركيب خط التدفق الذي سيساهم في نقل الغاز المسال، ومن المقرر أن تتولى شركة أفريقيا غاز (Afriquia Gaz) مسؤولية تركيب البنية التحتية الخاصة بنقل الغاز المسال في ربيع عام 2025.

تعد هذه التطورات خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة المغرب كلاعب رئيسي في قطاع الغاز الطبيعي، حيث يسعى إلى تقليل اعتماده على واردات الطاقة وتعزيز أمنه الطاقي. ومن المتوقع أن يسهم إنتاج الغاز من حقل تندرارة في تلبية جزء من احتياجات السوق المحلية، فضلاً عن إمكانية تصدير جزء من الإنتاج إلى الأسواق العالمية، ما يعزز من موقع المغرب على خريطة الطاقة الدولية.

تشكل هذه الطفرة المتوقعة في إنتاج الغاز فرصة هامة لتعزيز الاقتصاد المغربي، من خلال خلق فرص عمل جديدة وزيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة. كما أن تطوير حقل تندرارة يعكس التزام المغرب بتطوير موارده الطبيعية بما يتماشى مع استراتيجيته الوطنية الرامية إلى تعزيز الطاقة النظيفة والمستدامة.

في الختام، يُعد مشروع تندرارة أحد المشاريع الطموحة التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الطاقي للمغرب. ومع التقدم المستمر في أعمال التطوير والتعاون الوثيق مع مختلف الشركاء والمقاولين، من المتوقع أن يصبح هذا المشروع نقطة تحول في مستقبل إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى