اعلان
اعلان
مجتمع

محكمة الرباط تدين سيدة بخمس سنوات سجنا لتورطها في الاتجار بالبشر واستغلال شقيقتها المعاقة في التسول

أفادت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار” أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أدانت، قبل يومين، سيدة أربعينية كانت متهمة في حالة اعتقال بتهمة الاتجار بالبشر، بسبب استغلالها لشقيقتها في التسول بإحدى مقابر عين العودة التابعة لعمالة الصخيرات تمارة. هذه السيدة، التي كانت تبدو عاجزة عن تبرير جريمتها أمام القضاة، تم الحكم عليها بخمس سنوات سجنا نافذا، بالإضافة إلى تعويض مالي قدره 20 مليون سنتيم لصالح الضحية، فضلا عن غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم. وتلقت المتهمة هذه العقوبة بعد أن تم متابعتها بتهم تتعلق بالاتجار بالبشر، ونقل وتنقيل في وضعية إعاقة ذهنية ونفسية، فضلا عن استغلال وضعية الهشاشة في التسول.

وتعود تفاصيل هذه القضية إلى بداية نونبر الماضي، عندما اهتزت مدينة عين العودة على وقع فضيحة كبيرة بطلتها سيدة في الأربعينات من عمرها كانت تسعى لتعويض عطالتها المالية عبر توظيف شقيقتها القاصر، التي تعاني من إعاقة ذهنية حادة، في التسول. المتهمة كانت تقوم بنقل شقيقتها، التي تعاني من وضعية إعاقة وهشاشة نفسية، إلى مقبرة في عين العودة على متن كرسي متحرك كانت قد اشترته خصيصا لهذا الغرض. هذا السلوك الاجرامي استمر بشكل يومي، مما أثار استياء بعض المواطنين الذين كانوا يشهدون هذا الوضع رغم علمهم بعدم وجود ضرورة اجتماعية تستدعي امتهان التسول من قبل الأسرة. أدى ذلك إلى تبليغ بعض المواطنين عن الواقعة إلى مصالح الدرك، التي تدخلت بسرعة بالتنسيق مع النيابة العامة المختصة.

اعلان

وبعد القيام بالتحقيقات اللازمة في الملف، تبين أن الأسرة لم تكن راضية عن استغلال ابنتهم المعاقة في التسول مقابل المال. التحقيقات أظهرت أيضا أن المتهمة عجزت عن تقديم مبررات مقنعة لسلوكها، ما دفع النيابة العامة إلى إحالتها مباشرة إلى المحكمة. في محاكمة عاجلة، تمت إدانتها في جلسة مساء الأربعاء الماضي، حيث قضت المحكمة بسجنها لمدة خمس سنوات مع فرض تعويض مالي على المتهمة قدره 200 ألف درهم لصالح الضحية، بالإضافة إلى الغرامة المالية البالغة 10 آلاف درهم.

هذه الواقعة، التي سلطت الضوء على استغلال شقيقتها القاصر في التسول عبر كرسي متحرك، تثير من جديد تساؤلات حول ظاهرة استغلال الأطفال والأشخاص المعاقين والمرضى في التسول في الشوارع، بالقرب من المساجد، المقابر، والأسواق. رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات القضائية والأمنية، إلا أن اليقظة والصرامة ما زالتا مطلوبتين لمكافحة هذه الجرائم التي أصبحت تشكل مصدر دخل كبير لبعض الأشخاص، الذين يديرون شبكات إجرامية منظمة تستغل معاناة الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى.

 

اعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى