
رغم أن كثيرين يعتقدون أن جائحة كوفيد-19 أصبحت جزءاً من الماضي، إلا أن ظهور متحورات جديدة للفيروس يثبت أن الخطر لا يزال قائماً. أحدث هذه المتحورات يُعرف باسم “نيمبوس” ويحمل الرمز NB.1.8.1، وهو متحور فرعي من سلالة أوميكرون التي عُرفت بسرعة انتشارها مقارنة بالسلالات السابقة. وعلى الرغم من أن المتحور الجديد لم يثر حتى الآن قلقاً واسع النطاق لدى السلطات الصحية، إلا أنه جذب اهتمام العلماء لما أظهره من مؤشرات على ارتفاع في حالات الإصابة في عدد من الدول.
وفقاً لوكالة الأمن الصحي في بريطانيا، لم يتم حتى الآن تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بهذا المتحور داخل المملكة المتحدة، لكن البيانات العالمية تشير إلى تزايد انتشاره في دول مثل الهند، هونغ كونغ، سنغافورة وتايلاند، بالإضافة إلى رصده في الصين والولايات المتحدة. منظمة الصحة العالمية بدورها صنفت مستوى التهديد العالمي المرتبط بهذا المتحور بأنه منخفض في الوقت الحالي، وأكدت أن اللقاحات المعتمدة لا تزال فعالة في الحماية من الأعراض الحادة التي قد يسببها.
المتخصصون في الصحة أشاروا إلى أن متحور نيمبوس يحمل طفرات إضافية في البروتين الشوكي للفيروس، وهو ما قد يمنحه قدرة أعلى على الانتقال وربما تمكّنه من تجاوز جزء من المناعة المكتسبة سواء من اللقاحات أو من الإصابات السابقة، لكنه لا يبدو في الوقت الراهن أنه يتسبب في أعراض أشد خطورة مقارنة بالمتحورات التي سبقته. الأعراض المرتبطة به تتشابه مع الأعراض المعتادة لمتحورات كوفيد-19 وتشمل التهاب حلق حاد يوصف أحياناً بأنه شعور بشفرة حلاقة، إضافة إلى التعب العام، السعال الخفيف، الحمى، آلام العضلات والاحتقان.
طريقة انتقال هذا المتحور لا تختلف عن الأنماط المعروفة، إذ ينتقل من شخص لآخر من خلال الرذاذ التنفسي أثناء السعال أو العطس أو حتى أثناء الحديث عن قرب، كما يمكن أن ينتقل في الأماكن سيئة التهوية التي يتراكم فيها الفيروس في الهواء. لهذا يوصي الأطباء بالالتزام بإجراءات الوقاية المعتادة مثل غسل اليدين بانتظام، الحفاظ على تهوية جيدة في الأماكن المغلقة، ارتداء الكمامات خاصة في الأماكن المزدحمة أو عند مخالطة أشخاص تظهر عليهم أعراض المرض، إضافة إلى الحرص على أخذ الجرعات المنشطة من اللقاح.
فيما يتعلق بالعلاج، لا يختلف التعامل مع متحور نيمبوس عن المتحورات الأخرى لفيروس كورونا، إذ يعتمد بشكل رئيسي على تخفيف الأعراض باستخدام أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية إلى جانب الراحة. في الحالات التي تتطور فيها الأعراض إلى مستويات حادة أو لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، قد تكون هناك حاجة إلى أدوية مضادة للفيروسات أو علاجات بالأجسام المضادة، مما يستوجب استشارة الطبيب لتحديد البروتوكول العلاجي المناسب لكل حالة على حدة. من المهم كذلك اللجوء إلى الطبيب فوراً عند تفاقم الأعراض أو عند الاشتباه في التعرض لحالة إصابة مؤكدة لتفادي أي مضاعفات محتملة.
عودة الحديث عن متحورات كورونا الجديدة تذكر بأن الفيروس لا يزال يتحور، وأن مراقبة تطوراته تتطلب استمرار الالتزام بإجراءات الحيطة والحذر حتى مع عودة مظاهر الحياة الطبيعية في العديد من الدول.