
كارثة بيئية تهدد الصحة العامة والتعليم في جماعة أيت محمد
تعاني جماعة أيت محمد بإقليم أزيلال من وضع بيئي خطير يثير قلق الساكنة والمجتمع المحلي، بسبب مطرح عشوائي للنفايات يقع بالقرب من المدرسة الابتدائية أغبالو والثانوية التأهيلية أيت محمد. هذه الكارثة البيئية تهدد صحة التلاميذ والأطر التعليمية، كما أنها تطرح تساؤلات حقيقية حول مدى التزام الجهات المعنية بحماية البيئة وضمان بيئة سليمة للتعلم.
المطرح العشوائي الذي يتوسط هذا الفضاء التعليمي يسبب انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات، مما يعكر صفو الحياة اليومية للتلاميذ والمدرسين على حد سواء. كما أن تراكم المخلفات دون معالجة صحيحة يشكل بيئة خصبة لتكاثر الأمراض، ما يضع صحة الأطفال، وهم الفئة الأكثر هشاشة، في خطر حقيقي.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يزداد الوضع سوءاً مع تفريغ حاويات المجاري، أو ما يعرف محلياً بـ”السيتيرنات”، بالقرب من هاتين المؤسستين التعليميتين. هذا السلوك يعمق الكارثة، حيث تنتشر الروائح الكريهة وتتصاعد مخاطر التلوث المائي والهوائي، مما قد يؤدي إلى أوبئة ومشاكل صحية قد تكون كارثية.
التلاميذ الذين يلتحقون بفصولهم الدراسية يومياً لا يواجهون فقط تحديات التعلم والتحصيل، بل يجدون أنفسهم مضطرين لمواجهة ظروف بيئية تهدد سلامتهم وصحتهم. الأطر التعليمية أيضاً تعاني من هذه الأوضاع التي تؤثر على جودة التعليم وعلى قدرتهم على أداء مهامهم في ظروف مناسبة.
في ظل هذا الوضع، يبقى تدخل السلطات المحلية أمراً ضرورياً وعاجلاً. يجب نقل هذا المطرح إلى موقع بعيد عن المؤسسات التعليمية والتجمعات السكانية، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتنظيف وتعقيم المنطقة ومنع تفريغ حاويات المجاري بشكل عشوائي. كما أن المجتمع المدني والجمعيات المحلية مدعوون إلى تسليط الضوء على هذه الكارثة من خلال حملات مناصرة وتوعية تدفع الجهات المسؤولة إلى التحرك العاجل.
الحق في بيئة سليمة هو جزء لا يتجزأ من الحق في التعليم والصحة، ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة في ظل استمرار هذه التجاوزات البيئية. إن حماية الأطفال وضمان فضاء آمن لهم للتعلم هو مسؤولية جماعية يجب أن تتصدر الأولويات.