مجتمع

في سابقة تاريخية: رئيس مجلس المستشارين يتخلى عن راتبه وسيارة الخدمة وتعويضات المهام

في خطوة غير مسبوقة على مستوى المسؤولين السياسيين بالمغرب، قرر سيدي محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، التخلي عن بعض الامتيازات التي عادةً ما يستفيد منها المسؤولون في مناصبهم. فقد نقل موقع “هاشتاغ”، بناءً على مصادر موثوقة، أن ولد الرشيد، الذي تولى رئاسة مجلس المستشارين بعد زميله في حزب الاستقلال النعم ميارة، اختار التنازل عن استخدام السيارة الرسمية المخصصة له كرئيس للمجلس. كما قرر التخلي عن راتبه بصفته رئيساً للغرفة الثانية، إضافة إلى تنازله عن تعويضات التنقلات والمهام الرسمية لصالح جمعية الأعمال الاجتماعية التابعة للمجلس.

 

رصد الموقع التنقلات الأخيرة لولد الرشيد، حيث لاحظ انتقاله على متن سيارته الخاصة، وأكد ذلك من مصدر مطلع داخل المجلس. وقد أفاد المصدر بأن ولد الرشيد وجه تعليماته إلى الكاتب العام لمجلس المستشارين لاتخاذ الخطوات الإدارية اللازمة لتنفيذ هذا القرار، الذي يشمل التخلي عن راتبه وتعويضاته وتحويلها إلى خزينة جمعية الأعمال الاجتماعية، التي تساهم في دعم الموظفين والعاملين بالمجلس.

 

ولد الرشيد، الذي يعد أحد أبرز رجال الأعمال بالمغرب ويمتلك استثمارات متعددة داخلياً وخارجياً، يسعى من خلال هذا القرار إلى تعزيز اهتمامه بالموارد البشرية للمجلس، كما يريد دعم برامج الجمعية الاجتماعية، التي تسهم في تحسين ظروف العمل لموظفي الغرفة الثانية. لاقت هذه المبادرة ترحيباً من الموظفات والموظفين الذين اعتبروها بادرة تعكس التزاماً أكبر من جانب الرئيس تجاه العاملين بالمجلس، حيث أكد البعض منهم أن هذه الخطوة تعكس مدى حرصه على تحقيق مصالحهم ودعم الجمعية التي تعمل على تقديم المساعدات الاجتماعية والخدمات المتنوعة لفائدة الأطر والموظفين.

 

ويرى بعض المتابعين أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مبادرات مماثلة على مستوى مؤسسات أخرى، حيث ينتظر البعض أن تكون هناك مبادرات من رؤساء المؤسسات البرلمانية والتنفيذية لدعم الشأن الاجتماعي للعاملين، وسط تساؤلات عما إذا كان رئيس مجلس النواب، على سبيل المثال، قد يتخذ خطوة مماثلة لدعم الجمعية الاجتماعية للبرلمان.

 

تأتي هذه المبادرة ضمن سياق واسع من التحولات التي يشهدها المشهد السياسي والاجتماعي في المغرب، في ظل دعوات نحو تعزيز الشفافية والاهتمام بالمصالح العامة للموظفين والأطر، وهو ما يراه البعض دليلاً على وعي سياسي واجتماعي جديد يترسخ بين المسؤولين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى