
فرنسا تفتتح مركز تأشيرات بمدينة العيون وتؤكد دعمها لسيادة المغرب على صحراءه
افتتحت فرنسا مركزًا جديدًا لتلقي طلبات التأشيرة بمدينة العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، في خطوة تُعدّ بمثابة تحوّل نوعي في العلاقة القنصلية بين باريس وسكان هذه المناطق. وأعلن السفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، أن افتتاح هذا المركز التابع لمؤسسة TLS Contact سيساهم في تسهيل الإجراءات الإدارية المرتبطة بطلبات التأشيرة، وذلك عبر تقريب الخدمة من المواطنين الذين كانوا مضطرين سابقًا للتنقل إلى مدن بعيدة كأكادير أو الدار البيضاء.
القرار يأتي في سياق ما وصفه السفير الفرنسي بتنزيل فعلي لما عبّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الرسمية للمغرب في أكتوبر الماضي، حين أكد على ضرورة العدالة المجالية في الخدمات القنصلية، واحترام خصوصية الأقاليم الجنوبية بوصفها جزءًا من السيادة المغربية. ومن المنتظر أن يشرع المركز الجديد في استقبال الطلبات ابتداءً من شهر ماي المقبل، ليوفر للسكان المحليين الخدمات نفسها التي يحظى بها المواطنون في باقي مناطق المغرب.
ورغم الطابع القنصلي والإداري للخطوة، إلا أن لها أبعادًا سياسية لافتة، خصوصًا وأنها تأتي بعد الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إلى الملك محمد السادس يوم 30 يوليوز 2024، والتي أكد فيها بشكل صريح أن مستقبل الصحراء الغربية يجب أن يُحلّ في إطار السيادة المغربية، معتبرًا أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والجاد الوحيد. هذا الموقف الفرنسي المتجدد تم التأكيد عليه أيضًا من قبل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي شدد على دعم باريس للجهود المغربية في تنمية الأقاليم الجنوبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
يُعد افتتاح مركز التأشيرات بالعيون تطورًا ملموسًا في العلاقات المغربية الفرنسية، لا من حيث تسهيل الخدمات الإدارية فحسب، بل أيضًا كرسالة دبلوماسية واضحة بشأن دعم فرنسا للمقاربة المغربية في معالجة قضية الصحراء. كما أنه خطوة قد تُثير ردود فعل إقليمية، لا سيما من الجانب الجزائري، الذي لطالما عارض أي اعتراف دولي بمغربية الصحراء.