مجتمع

على دراجة هوائية.. مغربي يحقق حلمه بأداء الحج

في سابقة فريدة من نوعها، نجح مواطن مغربي في تحقيق حلمه بأداء فريضة الحج، بعد رحلة طويلة وشاقة قطعها على دراجته الهوائية. القصة بدأت عندما قرر محمد العروسي، البالغ من العمر 35 عامًا، التحدي ومواجهة الصعاب لتحقيق هذا الحلم الكبير الذي كان يراوده منذ سنوات.

انطلق محمد من مدينة طنجة في شمال المغرب في الأول من مارس 2024، مزودًا بعزيمة قوية وإيمان راسخ. كان الهدف واضحًا أمامه: الوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. قطع محمد أكثر من 5,000 كيلومتر عبر عدة دول، مستخدمًا دراجته الهوائية كوسيلة نقل وحيدة، متحديًا بذلك المسافات الطويلة والتضاريس الصعبة.

لم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق. واجه محمد تحديات عديدة، من ظروف الطقس القاسية إلى نقص الموارد المالية، إلا أنه وجد في كل محطة من محطات رحلته أشخاصًا طيبين قدموا له الدعم والمساعدة. عبر من المغرب إلى الجزائر، ثم تونس، ومنها إلى ليبيا، حتى وصل إلى مصر، حيث قام بعبور البحر الأحمر إلى السعودية.

خلال رحلته، وثق محمد تجربته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جذب آلاف المتابعين الذين تابعوا مغامراته بترقب وإعجاب. كانت رسائله المليئة بالأمل والإيجابية مصدر إلهام للكثيرين، وأثبتت أن العزيمة والإرادة يمكنهما تحقيق المستحيل.

وصل محمد إلى مكة المكرمة في بداية شهر يونيو، وكان في استقباله عدد من أفراد الجالية المغربية والسعودية الذين تابعوا رحلته بإعجاب. عبر عن فرحته الغامرة وامتنانه لكل من ساعده في تحقيق حلمه، مؤكداً أن الرحلة كانت مليئة بالدروس والعبر التي ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.

قال محمد في تصريحاته للصحافة: “لم يكن الأمر مجرد رحلة للوصول إلى مكة، بل كانت تجربة حياتية علمتني الصبر وقوة الإرادة. كان هدفي ليس فقط أداء فريضة الحج، بل أيضًا إيصال رسالة مفادها أن لا شيء مستحيل إذا توفرت العزيمة والإيمان”.

حظيت قصة محمد العروسي بتغطية واسعة من وسائل الإعلام، واعتبرت واحدة من أكثر القصص إلهاماً لهذا العام. وأصبحت رحلته رمزاً للإصرار والعزيمة، تذكر الجميع بأهمية الأحلام والسعي لتحقيقها مهما كانت الصعاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى