
عام على زلزال الحوز…أين وصلت عملية إعادة الإعمار؟
بعد مرور عام على الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في المغرب في 8 سبتمبر 2023، الذي تسبب في مقتل نحو 3,000 شخص، تستمر تداعيات الكارثة في التأثير على الناجين، بينما تواصل السلطات جهود إعادة الإعمار. الزلزال الذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، كان الأقوى في تاريخ المملكة، وسبب أضراراً هائلة في حوالي 60,000 مبنى. أعلنت الحكومة المغربية عن برنامج لإعادة الإعمار، تبلغ قيمته 120 مليار درهم (حوالي 11.7 مليار دولار)، موزع على خمسة أعوام، حيث خصص 8 مليارات درهم (حوالي 740 مليون دولار) لدعم الأسر المتضررة.
على الرغم من أن البرنامج الطموح بدأ بالفعل، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى انتهاء بناء حوالي ألف منزل فقط من أصل 55,000 منزل قيد الإنشاء. يعود هذا التأخير بشكل كبير إلى الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة والتعقيدات البيروقراطية المرتبطة بالحصول على التراخيص اللازمة للبناء.
الحكومة أشارت إلى صرف الدعم المالي على أربع دفعات، وفقاً لحجم الأضرار التي تعرضت لها المنازل، ويتراوح هذا الدعم بين 80,000 و140,000 درهم (حوالي 8,000 إلى 14,000 دولار). لكن رغم تلك الجهود، لم تتمكن سوى 939 أسرة من الحصول على الشطر الأخير من هذا الدعم، بينما حصل حوالي 58,000 أسرة فقط على الشطر الأول. وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لتسريع عملية إعادة البناء، لا يزال الكثير من المتضررين يعيشون في خيام مؤقتة في ظروف مناخية قاسية، حيث يعانون من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء.
نشطاء من المجتمع المدني أعربوا عن استيائهم من بطء عمليات إعادة الإعمار، ووصفوا أداء الحكومة بـ”الفشل الذريع”. محمد بلحسن، منسق تنسيقية منكوبي الزلزال في بلدة أمزميز، قال إن الأرقام الرسمية تعكس التأخير الكبير في إعادة البناء. وأضاف أن تكليف الشركات العقارية العمومية بإعادة البناء كان من شأنه أن يسهم في تسريع العملية، بدلاً من إرهاق المتضررين بإجراءات بيروقراطية معقدة.
من جهة أخرى، أكدت الناشطة سهام أزروال، مؤسسة مبادرة “موروكان دوار” لدعم المنكوبين، أن السكان في إقليم تارودانت، الذي يقع على الجانب الغربي لجبال الأطلس الكبير، ما زالوا يعانون من بطء شديد في إعادة البناء. ووصفت الوضع بأنه دوامة من الإجراءات الإدارية التي ترهق الناجين.
في أواخر أغسطس 2024، خرج سكان قرية تلات نيعقوب في مظاهرة للمطالبة بتسريع صرف الدعم المخصص لإعادة البناء وتوفير بدائل للأراضي المصنفة كـ”مناطق حمراء”، التي لم تعد صالحة للبناء.
في مقابل هذا، أكدت السلطات أنها صرفت دعماً شهرياً بقيمة 230 دولاراً لأكثر من 63,800 أسرة متضررة، إضافة إلى مساعدات مخصصة للمزارعين والحرفيين ودور الإيواء السياحية. كما تم تأهيل 42 مركزاً صحياً و111 مدرسة في المناطق المتضررة. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة في ظل التباطؤ المستمر في عمليات إعادة الإعمار، الأمر الذي يثير قلق المتضررين والنشطاء على حد سواء.