
صفقة حمامات مسجد الحسن الثاني تفشل رغم عرض يفوق 9 ملايين درهم
أثار فشل صفقة تسيير وتشغيل الحمامات التابعة لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء جدلًا واسعًا، بعدما أعلنت مؤسسة المسجد أن عملية طلب العروض لم تفضِ إلى اختيار أي متعهد، رغم تقدم شركة واحدة بعرض مالي قدره 9.2 ملايين درهم شامل الضرائب. المفارقة أن هذه الشركة لا يتجاوز رأسمالها 100 ألف درهم، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على تدبير مشروع بهذا الحجم والطابع الحيوي، خاصة أنه يرتبط بمرفق عام يستقبل آلاف الزوار سنويًا من داخل المغرب وخارجه.
ورغم قبول الملف الإداري والتقني لهذه الشركة، ومروره دون تحفظات من حيث الالتزامات المالية، قررت اللجنة المكلفة بالتقييم إعلان الصفقة “غير مجدية”، دون تقديم مبررات واضحة لهذا القرار، ما أثار تساؤلات حول طريقة التقييم، ومدى تطابقها مع معايير الشفافية والإنصاف، خاصة في ظل الطابع الرمزي والديني للمرفق موضوع الصفقة.
كانت مؤسسة المسجد قد وضعت آمالًا كبيرة على هذه العملية لتجديد الحمامات وتوفير خدمة تليق بمكانة المسجد كأحد أبرز المعالم الدينية والمعمارية في إفريقيا والعالم الإسلامي. لكن الإخفاق في إتمام الصفقة يفتح الباب أمام احتمالات متعددة، منها أن الشروط الموضوعة في دفتر التحملات كانت صارمة أو غير ملائمة، أو أن العرض التقني والمالي الوحيد لم يكن مقنعًا بالشكل الكافي.
تبقى المؤسسة أمام تحديات حقيقية لإعادة إطلاق المشروع في ظل سياق اقتصادي صعب قد يثني شركات أخرى عن التقدم مستقبلاً، ما لم تتم مراجعة شروط المنافسة أو اعتماد نموذج جديد أكثر مرونة وجاذبية. كما يفرض هذا الوضع ضرورة التفكير في بدائل تدبيرية قادرة على ضمان استمرارية الخدمة بجودة مقبولة، دون المساس بالمعايير الدينية والثقافية التي يفرضها السياق الخاص للمسجد.