أعلنت الشركة الإسبانية “Cofides”، المتخصصة في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في البلدان النامية والناشئة، بالتعاون مع “CaixaBank”، عن تقديم تمويل للشركة الإسبانية متعددة الجنسيات “Acciona” لبناء محطة لتحلية المياه في الدار البيضاء، المغرب. سيتم تقديم قرض بقيمة 31 مليون يورو من كل جهة، ليصل إجمالي التمويل إلى 62 مليون يورو.
وفقًا لصحيفة “El Economista”، سيتم تمويل المشروع من قبل صندوق الاستثمار الخارجي “FIEX” بموارده الخاصة، حيث يبلغ إجمالي الاستثمار في المشروع حوالي 650 مليون يورو. سيتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب في المغرب عبر امتياز لمدة 30 عامًا.
ستقام محطة التحلية جنوب غرب الدار البيضاء، وستكون قادرة على تزويد خمس مدن رئيسية بأكثر من 300 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويًا، مما يجعلها أكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا. ستركز المحطة على توفير المياه للاستهلاك البشري، استجابةً للزيادة الملحوظة في الطلب على المياه في المغرب بسبب النمو الاقتصادي والسكاني، وكذلك موجات الجفاف التي عانت منها المملكة في السنوات الأخيرة.
في بيان صادر عن “Cofides”، أشارت الشركة إلى أن المغرب شهد في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الطلب على المياه الناتج عن مجموعة من الأنشطة الاقتصادية، أبرزها القطاع السياحي، والصناعي، بالإضافة إلى التجارة والاستهلاك المنزلي. وصرح المدير التنفيذي لقسم الاستثمارات في “Cofides”، ميجيل أنخيل لاديرو، قائلاً: “هذا مشروع رائد وسيكون أكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا. إن الوصول إلى المياه ضروري للصحة والأمن الغذائي، وأيضًا لضمان التنمية والنمو الاقتصادي”.
وأضاف: “تساهم أكسيونا في معالجة نقص المياه وتأثيرات تغير المناخ، لذا نحن سعداء بمرافقة الشركة في هذه العملية. المغرب بالنسبة لـ Cofides يعد بلدًا ذو أهمية استراتيجية كبيرة ويقدم فرصًا متعددة للاستثمار”.
“Acciona” هي جزء من اتحاد دولي تم اختياره لتصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطة التحلية في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. وتشمل هذه الشراكة المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب في المغرب، مما يضمن تلبية الطلب المتزايد على الماء في الدار البيضاء الكبرى والمدن المجاورة مثل سطات وبرشيد والبئر الجديد.
أعطى ولي العهد الأمير مولاي الحسن قبل أيام إشارة انطلاق أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر بجماعة المهارزة الساحل في إقليم الجديدة. وتعتبر هذه المحطة الأكبر من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ حوالي 300 مليون متر مكعب، مما سيساهم في تحسين الظروف المعيشية لحوالي 7.5 مليون شخص.
ستُنجز المحطة الجديدة على مرحلتين على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 50 هكتارًا، باستثمار إجمالي قدره 6.5 مليار درهم، تم تعبئته في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. هذا المشروع يعد خطوة مهمة نحو تلبية الاحتياجات المائية المتزايدة في المغرب وتحقيق التنمية المستدامة.
