
شهدت جماعة المنزه التابعة لعمالة الصخيرات تمارة نهاية الأسبوع الماضي واقعة غير معتادة أثارت موجة من السخرية بين السكان المحليين، لكنها في الوقت ذاته خلفت حالة من الغضب والقلق في أوساط الفلاحين. فقد أقدم مجهولون على سرقة ثلاثة حمير تعود ملكيتها لعدد من الفلاحين الذين يعتمدون عليها بشكل كبير في أنشطتهم اليومية داخل المنطقة.
ورغم الطابع الغريب للواقعة، إلا أن مثل هذه السرقات بدأت تتحول إلى ظاهرة مقلقة في بعض المناطق القروية بالمغرب خلال السنوات الأخيرة. ويرجّح متابعون للشأن المحلي أن تكون هذه السرقات مرتبطة إما بشبكات تهريب المخدرات التي تعتمد على الحمير لنقل البضائع عبر المسالك الوعرة بعيداً عن أعين السلطات، أو قد تكون لها علاقة بعمليات الذبح غير القانوني لتصريف لحوم هذه الحيوانات بشكل غير مشروع، خاصة في ظل ارتفاع أسعار لحوم الأبقار والأغنام.
السكان عبّروا عن سخطهم تجاه تكرار مثل هذه السرقات التي يعتبرونها استهدافاً مباشرًا لمورد رزق الفلاحين البسطاء، مطالبين بتكثيف الحملات الأمنية ووضع حد لهذا النوع من الجرائم التي أصبحت تؤرقهم. كما دعوا الجهات المختصة إلى فتح تحقيق جدي في الواقعة وتتبع خيوطها المحتملة، سواء من خلال شبكات التهريب أو الأسواق غير القانونية للحوم.
ورغم أن الحادثة قد تبدو طريفة للبعض، إلا أنها تطرح إشكالات أمنية واقتصادية حقيقية بالنسبة للفلاحين الذين يجدون في مثل هذه الحيوانات وسيلة أساسية لممارسة نشاطهم الفلاحي اليومي، مما يجعلهم أكثر عرضة للخسائر المادية والمعنوية كلما تكررت مثل هذه الحوادث. الأمر يستدعي يقظة أكبر وتدخلاً فعالاً من قبل السلطات المعنية لتفادي اتساع رقعة هذه الظاهرة في المناطق القروية.