رياضة

رودري يُتوج بالكرة الذهبية لعام 2024: إنجاز تاريخي يعكس تألقه مع مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا

الإسباني رودريغو هيرنانديز كاستانتي، المعروف بلقب “رودري”، توج بجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، وهي الجائزة الأعرق التي تمنح سنويًا لأفضل لاعب في العالم من قبل مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية. هذا الإنجاز يمثل تتويجًا لموسم استثنائي لرودري، الذي برز كركيزة أساسية لفريقه مانشستر سيتي الإنجليزي وأيضًا لمنتخب إسبانيا، حيث لعب دورًا كبيرًا في فوز فريقه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى تحقيق منتخب بلاده لقب بطولة أمم أوروبا “يورو 2024”. تفوق رودري في السباق على أسماء لامعة، من أبرزهم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي يعتبر أحد أبرز اللاعبين في جيله ومنافسًا قويًا في هذا السباق المحموم.

إن فوز رودري بالكرة الذهبية للمرة الأولى يعكس التحول الذي شهدته كرة القدم الأوروبية والدولية، خاصة مع ظهور جيل جديد من اللاعبين الذين استطاعوا أن يقدموا أداءً مميزًا وثابتًا في مختلف المنافسات. ومع هذا التتويج، يضيف رودري اسمه إلى قائمة الفائزين الذين طبعوا أسماؤهم في تاريخ كرة القدم العالمية، ليصبح رمزًا للتميز في عالم اللعبة، في مسار جائزة بدأت رحلتها عام 1956 حين منحت لأول مرة للاعب الإنجليزي ستانلي ماتيوس. كانت الجائزة في ذلك الوقت مقتصرة على اللاعبين الأوروبيين الذين يلعبون في أندية القارة العجوز، واستمر هذا التقليد حتى عام 1994، حين تم تعديل القواعد لتشمل أي لاعب يلعب في أوروبا بغض النظر عن جنسيته، وكانت أول جائزة بهذه الصيغة من نصيب الليبيري جورج ويا، لاعب ميلان الإيطالي حينها، ليكون أول لاعب غير أوروبي يفوز بالبالون دور.

في عام 2007، وسعت “فرانس فوتبول” نطاق الجائزة، لتصبح عالمية وتكرم أفضل لاعب في العالم بغض النظر عن جنسيته أو الدوري الذي يلعب فيه. ومنذ ذلك الحين، شهدت الجائزة منافسات حادة بين عمالقة اللعبة العالمية، كما مرّت بمرحلة دمجها مع جائزة “أفضل لاعب في العالم” التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بين عامي 2010 و2015، قبل أن ينفصل التصويت مجددًا وتعود الجائزة إلى “فرانس فوتبول” بشكل مستقل.

وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2020، شهدت الجائزة حدثًا غير مسبوق، حيث ألغيت بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، ليظل هذا العام استثنائيًا في تاريخ الجائزة، على الرغم من أن الفيفا حافظ على منح جائزة “الأفضل” في تلك السنة، والتي كانت من نصيب البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

فوز رودري هذا العام يضعه في مصاف اللاعبين الكبار الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم، بعد أن ساهم بقوة في النجاحات الكبيرة التي حققها كل من مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا، ليعزز مكانته كلاعب استثنائي قادر على التأثير في نتائج المباريات بأدائه المتوازن وأسلوبه الذي يجمع بين القوة والذكاء التكتيكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى