
جمعية حقوقية تقترح إطلاق أسماء شخصيات يهودية على مرافق عمومية بأكادير وتثير جدلاً واسعاً
Heure du journal
في خطوة أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط المحلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وجهت جمعية المعهد المغربي لحقوق الإنسان مراسلة رسمية إلى رئيس المجلس الجماعي لأكادير، عزيز أخنوش، تقترح فيها إطلاق أسماء شخصيات يهودية مغربية على عدد من المرافق العمومية بالمدينة. واعتبرت الجمعية في مراسلتها أن هذه المبادرة تروم إبراز غنى وتنوع الهوية المحلية لأكادير، وتكريم شخصيات يهودية مغربية ساهمت في تاريخ المدينة وذاكرتها الجماعية، حسب تعبيرها.
من بين المقترحات التي تقدمت بها الجمعية، إطلاق اسم أورنا بعزيز، إحدى الناجيات من زلزال 1960 وصاحبة مؤلف حول هذه المأساة، على متحف إعادة الإعمار. كما اقترحت تسمية المجمع الثقافي بحي الداخلة باسم الفنانة نيتا الكايم، وهي فنانة شابة لم يسبق أن ارتبط اسمها بشكل واضح بمدينة أكادير، ولا يتجاوز عدد متابعيها على منصة إنستغرام بضع آلاف، وهو ما اعتبره منتقدو المبادرة تجاوزاً لأسماء محلية ذات حضور ثقافي وسياسي وازن، أسهمت في إشعاع المدينة على مدى عقود.
وفي السياق ذاته، دعت الجمعية إلى إعادة تسمية شارع علال الفاسي بحي بواركان باسم سيمون ليفي، المعروف بتجربته في المجالين الاقتصادي والسياسي، إلى جانب مقترح إطلاق اسم الحاخام خليفة بن مالكا، المدفون في مقبرة حي إحشاش، على شارع عبد الرحيم بوعبيد، أحد أبرز رموز الحركة الوطنية المغربية. هذه النقطة على وجه التحديد أثارت انتقادات واسعة، بالنظر إلى الرمزية التاريخية والوطنية التي تحملها أسماء بعض الشوارع المعنية.
تطرح هذه المبادرة تساؤلات عدة حول معايير اختيار الأسماء المقترحة وحدود التوفيق بين احترام التعدد الثقافي والديني في المجتمع المغربي، وبين الحفاظ على رمزية أسماء شخصيات وطنية شكلت جزءاً من ذاكرة النضال الوطني. وقد عبر العديد من رواد مواقع التواصل عن رفضهم للمقترحات، واعتبروها محاولة لطمس الرموز الوطنية وتعويضها بأسماء لا تحظى بإجماع مجتمعي أو بحضور فعلي في وجدان سكان المدينة، مما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول حدود التدبير الرمزي للفضاء العمومي وأولويات تخليد الأسماء في الفضاءات الحضرية.