
اهتزّت منطقة عين عتيق نواحي تمارة على وقع واقعة غير مألوفة، تمثلت في تسلم أسرة جثة خاطئة من مستودع الأموات التابع لمستشفى لالة عائشة بمدينة تمارة، اعتقادا منها أنها تعود لابنها الراحل أيوب، الذي توفي في حادثة سير صباح السبت الماضي بمركز المدينة. وقد دفنت الأسرة الجثة بالفعل بمقبرة النوفات قبل أن يتبين لاحقا أن المتوفى شخص آخر يقطن بمدينة سلا، توفي بدوره في حادثة سير متفرقة.
مصادر رسمية من داخل المستشفى والمندوبية الإقليمية للصحة نفت مسؤولية إدارة مستودع الأموات عن الخطأ، مشيرة إلى أن والد الشاب أيوب أكد بنفسه، بحضور رجل أمن وطاقم طبي، أن الجثة تعود إلى ابنه، وتم ذلك وفقا للإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات. غير أن بعض الأصوات الجمعوية، خصوصا من تمارة، عبّرت عن استغرابها للواقعة، متسائلة عن سبب عدم التحقق من هوية الجثة عبر الوسائل المعتمدة، من قبيل الخواتم التعريفية التي توضع عادة في إصبع القدم وتحمل بيانات المتوفى.
ووفق ما صرّح به يوسف القرش، فاعل جمعوي وصاحب صفحة اخبارية بالمدينة والذي اطلع على تفاصيل الملف، فإن الشاب أيوب كان معروفا بمدينة تمارة، ولقي مصرعه في حادثة سير مروعة بشارع محمد السادس. وبُعيد الحادث، نُقلت جثته إلى مستودع الأموات بالمستشفى المذكور، إلا أن والده توجه إلى مستودع الأموات الكائن بحي الرياض بالرباط، حيث تعرّف هناك على جثة تعود في الحقيقة إلى الشاب المتوفى من مدينة سلا. وتمت مراسيم الدفن بشكل اعتيادي، قبل أن تتوصل الأسرة باتصال من السلطات المعنية تخبرها باحتمال وقوع خطأ في هوية الجثة.
هذا التطور استنفر مختلف المصالح الأمنية والعناصر التقنية والشرطة العلمية، إلى جانب الطب الشرعي، حيث تم استخراج الجثة المدفونة من مقبرة النوفات وإعادتها إلى مستودع الأموات بتمارة، على أن يتم دفن جثة أيوب الحقيقية في وقت لاحق. وقد أكد شهود أن أسرة الشاب السلاوي، هي الأخرى، نفت أن تكون الجثة المتبقية في المستودع تعود إلى ابنها، ما ساعد في حل هذا الالتباس المؤلم.
ورغم التبريرات الرسمية التي حملت المسؤولية إلى تأكيد الأب، فإن الواقعة أعادت طرح أسئلة حول فعالية الإجراءات المتبعة لتحديد هوية الجثث، ومدى اعتماد المعايير التقنية الدقيقة لتفادي أخطاء مماثلة، لما لها من تبعات نفسية وإنسانية جسيمة على الأسر المعنية.