
ترامب يسعى لإبرام اتفاق سلام بين المغرب والجزائر: هل تنجح واشنطن في إنهاء نزاع الصحراء؟
HEURE DU JOURNAL – الرباط
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبرام اتفاق سلام بين المغرب والجزائر. الهدف إنهاء النزاع حول الصحراء المغربية الذي امتد لنحو خمسين عامًا.
جهود أمريكية للتوسط
ذكرت صحيفة التايمز البريطانية يوم الخميس 23 أكتوبر 2025، أن مبعوثي ترامب بدأوا التحضير لمفاوضات ستستغرق نحو شهرين. تسعى واشنطن لتحقيق اختراق دبلوماسي جديد، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة بالمغرب ودور الجزائر في الطاقة ومكافحة الإرهاب.
قال ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، لبرنامج 60 دقيقة: “نعمل على ملف المغرب والجزائر. أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق سلام خلال 60 يومًا”.
آراء الخبراء
يعتبر الخبراء أن التوصل إلى اتفاق بين المغرب والجزائر مهمة صعبة.
قال هيو لوفات، الزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “الاهتمام الأمريكي يعكس مصالح اقتصادية وجيوسياسية متزايدة، إضافة إلى القلق من احتمال اندلاع مواجهة مباشرة بين البلدين”. وأضاف: “ترامب ينظر للملف من زاوية الصفقات أكثر من المسؤولية السياسية الطويلة المدى”.
تساءل ريكاردو فابياني، مدير قسم شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بهذا التعقيد خلال شهرين. وأوضح أن النزاع في الصحراء يمثل العقبة الرئيسية أمام أي وساطة أمريكية.
الموقف المغربي والجزائري
أكد المغرب وجود محادثات بتيسير أمريكي. وقال زيد بلباغي، مستشار حكومي ومحلل في المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي: “المملكة لطالما دعمت السلام. استعداد الرباط للحوار يزداد مع مؤشرات انفتاح الجزائر على التهدئة”.
في المقابل، لم تصدر الجزائر أي تعليق رسمي حتى الآن. أشارت وسائل إعلام مقربة من السلطة إلى أن المبادرة الأمريكية تهدف لتقريب وجهات النظر، وأن الصمت الجزائري قد يكون مرحلة تمهيدية للمفاوضات.
علاوة على ذلك، يرى محللون أن الجزائر لن توافق على أي اتفاق سلام إذا استمرت واشنطن دعم موقف المغرب في الصحراء. ويذكر أن ترامب جدد اعترافه بسيادة الرباط على الأقاليم الجنوبية واعتبر أن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي الوحيد للنزاع.
خلفية النزاع
يعود النزاع في الصحراء إلى عام 1975، حين انسحب الاستعمار الإسباني ونظم المغرب المسيرة الخضراء بمشاركة 350 ألف متطوع لاسترجاع الأقاليم الجنوبية. ويستعد المغرب للاحتفال بالذكرى الخمسين الشهر المقبل.
كما عززت الولايات المتحدة دعمها للمغرب خلال ولاية ترامب الأولى. فقد انضمت الرباط إلى اتفاقات أبراهام مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على الصحراء. ثم تبنت بريطانيا وفرنسا الخطوة لاحقًا.
فرص نجاح المبادرة الأمريكية
مع اقتراب تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) في 31 أكتوبر، تضغط واشنطن في مجلس الأمن لتأكيد مقترح الحكم الذاتي المغربي. بينما تصر الجزائر على خيار “تقرير المصير”، معتبرة أن الموقف الأمريكي منحاز.
رغم الجهود الأمريكية، يبقى نجاح المبادرة محدودًا بسبب استمرار القطيعة الدبلوماسية منذ 2021، عندما قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب وأغلقت مجالها الجوي.
من جهة أخرى، لم ينساق المغرب وراء الخطوة الجزائرية وظل ينهج سياسة “اليد الممدودة”. عبرت عدة خطب ملكية عن رغبة المملكة في فتح صفحة جديدة، بينما لم ترسل الجزائر أي إشارة إيجابية لحل الأزمة.



