
انطلاق أسبوع النقاش حول قضايا المرأة والمجتمع بالدار البيضاء في إطار الحملة الوطنية لوقف العنف ضد النساء
في إطار الحملة الوطنية الثانية والعشرين لوقف العنف ضد النساء والفتيات، أعلنت جمعية “فور موروكو”، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بعمالة مقاطعة عين الشق، عن تنظيم أسبوع للنقاش المفتوح حول قضايا المرأة والمجتمع. هذا الحدث الذي سيقام في الفترة ما بين 3 و10 دجنبر المقبل بمدينة الدار البيضاء، سيحمل شعار “من أجل وسط أسري داعم لتنشئة اجتماعية خالية من العنف ضد النساء”، وسيعرف مشاركة واسعة لمجموعة من الأكاديميين، والباحثين، وفعاليات من المجتمع المدني.
تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية بناء بيئة أسرية آمنة وداعمة، من شأنها أن تساهم في تنشئة اجتماعية سليمة للأجيال المقبلة. كما ترمي إلى دراسة وتحليل العوامل التي تساهم في تفشي العنف داخل الأسر، مع التركيز على إيجاد آليات عملية لمواجهتها. إلى جانب ذلك، ستسلط التظاهرة الضوء على التأثيرات السلبية للعنف الأسري على التنشئة الاجتماعية للأجيال، وستعمل على تعزيز الحوار المجتمعي لتحديد حلول مبتكرة وشاملة لهذه الإشكالية.
ومن بين الأهداف الرئيسية لهذا الأسبوع، رفع مستوى الوعي القانوني والمجتمعي بحقوق النساء والفتيات، وحمايتهن من كافة أشكال العنف. كما تسعى التظاهرة إلى إشراك مختلف الفاعلين، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، في بلورة توصيات عملية يمكن تطبيقها ميدانياً.
البرنامج الذي أُعد لهذه التظاهرة يتضمن أنشطة تحسيسية وحلقات نقاش ولقاءات تكوينية متنوعة. ستتناول هذه الأنشطة موضوعات مثل دور المرأة في التنشئة الاجتماعية، وإسهامها في مواجهة الإكراهات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تحديات المرأة داخل المجتمع. كما ستناقش قضايا تتعلق بتوظيف صورة المرأة في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، وضمان حرياتها داخل المجتمع.
فاطمة العاشوري، المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني لعمالة مقاطعة عين الشق، أكدت أن الحملة الوطنية تأتي تجسيداً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تهدف إلى تحسين أوضاع النساء وتمكينهن في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وأضافت أن اختيار موضوع الحملة لهذه السنة يعكس التزاماً بفتح نقاش علمي مع مختلف الفاعلين لتعزيز دور الأسرة في نشر قيم المساواة ونبذ العنف.
من جهته، أشار ياسين الريخ، رئيس جمعية “فور موروكو”، إلى أن هذه المبادرة تمثل فرصة حقيقية لتعزيز الحوار داخل الأسر، مشدداً على أهمية الوساطة الأسرية كوسيلة فعالة لبناء جسور التفاهم بين أفراد الأسرة وتعزيز قيم الاحترام والمساواة. وأوضح أن الجمعية تسعى من خلال هذا الأسبوع إلى توفير مساحة مفتوحة للنقاش حول تحديات العنف الأسري، مع التركيز على تقديم حلول عملية تشمل الدعم النفسي، والقانوني، والاجتماعي للضحايا.
وأكد الريخ أن تعزيز دور الأسرة كبيئة داعمة لتنشئة اجتماعية سليمة يشكل خطوة أساسية نحو التصدي لظاهرة العنف، مشيراً إلى أن تحقيق مجتمع أكثر عدالة واستقراراً يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف المعنية، من المجتمع المدني إلى المؤسسات الحكومية. ودعا جميع الفاعلين إلى المشاركة الفاعلة في هذه الحملة الوطنية لتعزيز القيم الإنسانية النبيلة وتحقيق التغيير المطلوب في المجتمع



